هاني الفردان

لست معتاداً على الكتابة يوم الجمعة، إلا أن الحادثة التي وقعت مساء أمس في غرفة تجارة وصناعة البحرين، فرضت نفسها على الجميع، وكان لزاماً أن يكون لنا موقفاً واضحاً كموقف كل الشرفاء سنة وشيعة.

ما حدث في غرفة التجارة "وصمة عار" في تاريخ الغرفة العريقة التي جمعت كل الأطياف دون تفرقة، ما حدث في الغرفة أمراً مخجلاً، وزاده خجلاً هو مشهد المشادة الكلامية وعراك الأيدي بينما أعضاء المنصة بما فيهم رئيس الغرفة "يتفرجون".
.
بيان الغرفة واعتذار رئيسها سمير ناس، أقل ما يمكن أن يوصف بأنه "مخجل" وركيك بل مال لتمييع الحدث وحرف القضية التي كانت صلبها الإساءة للطائفة الشيعية من مستشار رئيس الغرفة وهو وافد عربي دخيل على المجتمع البحريني.

نعم سعادة الرئيس اعتذارك مرفوض، لأنه ميع القضية، وتجاهل الحقيقية، ولم ينصف الطائفة الشيعية.

اعتذارك مرفوض لأن من أساء هو مستشارك الشخصي كما قال ذلك بيان وزارة الصناعة والتجارة، وكان تصرفه ووقاحته وتجرؤه وتعنته ينم عن قوة تسانده وتدعمه، حتى لم نشهد تحركك لاحتواء الموقف لحظتها.

لم نفهم عبارة "أن من افتعل تلك الأحداث لا يمت للغرفة بأي صلة"، فلماذا كان موجوداً أصلاً في الاجتماع حتى علا صوته وتعالى صراخه؟! ولماذا سمح له بإحداث ما حدث؟! ولماذا تجرأ على ذلك الحديث؟ بل هدد وتوعد أيضاً!

لماذا نرفض اعتذارك، لأن بيانك كان ناقصاً، وتائهاً، ومربكاً، ولأنه تحت سقف الغرفة أهين مكون أساسي من مكونات المجتمع البحريني، ولأنه تحت سقف الغرفة فتح المجال لكل من هب ودب لأن يزدري طائفة.

نعم سعادة الرئيس، تمنينا أن تتحلى بالشجاعة الكافية وأن تسجل الغرفة اعتذاراً صريحاً وواضحاً لشعب البحرين أولاً وللشيعة ثانياً عن ما أثير من طائفية لم يذكرها بيانكم بل وصفها بـ"أحداث مؤسفة".

أعذرني سعادة الرئيس لرفض اعتذارك، فهل بحق هذا هو مستشارك؟!

لصالح مدونة "صوت المنامة"