ماذا يخطط الحوثيون لنجران وجيزان؟ وكيف تغيرت الإستراتيجية من الإزعاج إلى التوغل
كامل المعمري
ماهي دلالة زيارة وزير دفاع حكومة صنعاء إلى مشارف مدينة نجران السعودية؟و ماهي الرسالة التي أراد الحوثيون إيصالها؟ وماذا، يعني سيطرة الحوثيين على السلاسل الجبلية المحيطة بمدينة نجران التي تبعد بضعه كيلوا مترات؟ وماهي خيارات السعودية في الدفاع عن حدودها؟
لم تعد الحرب في الحد الجنوبي تتمثل بسقوط مقذوفات حوثية في مناطق الحد الجنوبي كما كان يزعم الإعلام السعودي..فقد طفى على السطح ماكانت تخشاه المملكة العربية السعودية وباتت المواجهات في نجران وجازان وعسير تتصدر الحرب اليمنية السعودية بعد، أن كانت الجبهات الداخلية التي تتدعمها المملكة العربية السعودية تتصدر الأحداث فبعد يوم واحد من اعلان الحوثيين سيطرتهم على أكثر من عشرين موقع سعودي في نجران، ظهر وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء محمد العاطفي من مشارف مدينة نجران خلال زيارة عيدية للمقاتلين قائلا تلك مدينة نجران لاتبعد سوى بضعه كيلوا مترات زيارة أراد من خلالها الحوثيين بعث رسالة قوية للنظام السعودي مفادها أن اقتحام المدينة قاب قوسين أو أدنى وأن ذلك أصبح ضمن الخيارات المتاحه اذن هذه الزيارة لها مابعدها خصوصا بعد أربعة أعوام من حرب الاستنزاف في الحد الجنوبي.
ويمكن القول بأن هناك إستراتيجية قتالية جديدة بالنسبة للحوثيين وهي التحول من الاستنزاف إلى الاقتحامات الموسعه والسيطرة والتمركز سيما أن وزير الدفاع في حكومة صنعاء قد صرح قبل أيام بأن هناك مفاجأت لن تتوقعها دول التحالف مضيفا بأنهم في المراحل الأخيرة من إعادة جاهزية وتطوير وتصنيع الدفاعات الجوية المختلفة.
المعلومات الميدانية الواردة من العمق السعودي تؤكد سيطرة الحوثيين على السلسلة الجبلية المحيطة بمدينة نجران السعودية بدء من سلسلة جبال الشرفه والشبكة وانتهاء بسلسلة جبل السديس ومر بع الصوح مايعني أن اقتحام مدينة نجران باتت مسألة قرار سياسي يصدر من صنعاء أما السعودية فلم يعد لها حولا ولا قوة.
ليست نجران وحدها من تتعرض لهجمات وسيطرة قوات الحوثيين ففي عسير وجيزان باتت عشرات القرى والمواقع تحت سيطرة الحوثيين في حرب غير، متكافئة مع الجانب السعودي الذي يستعين بقوات سودانية ويمنية وخبراء أمريكيين..عجز معها سلاح الطيران في صد تقدم الحوثيين الذين يستنزفون الجيش السعودي طوال 4 أعوام فقد ذكرت وكاله التعاون الأمريكية في أغسطس 2016 أن السعودية طلبت 133 دبابة جديدة من طراز أبرامز M1A1/A2 لتضيفها إلى أسطولها البرّي وهو مايشير إلى الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها السعودية في الآليات العسكرية ناهيك عن الخسائر الأخرى في الأرواح.
لم تفلح الدورات التدريبية المكثفة في الحرب البرية التي أقيمت في السعودية ضمن سلسلة مناورات بمشاركة قوات وخبراء أمريكيين في تطوير القدرات القتالية للجيش السعودي ولم يحقق استقدام قوات عربية وأجنبية في الدفاع عن حدود المملكة أي نتيجة..مايعني أن المملكة العربية السعودية التي تحترق في أطرافها بفعل نيران الحوثيين باتت في مأزق صعب ولم يعد، لها أي خيارات للخروج من هذا المستنقع الذي يستنزفها إلا بالجلوس على طاولة الحوار مع حكومة صنعاء وإيقاف عمليات التحالف في اليمن..لكن هل تستطيع المملكة أن تسلك هذا الخيار خصوصا أنها دخلت في حرب تتعدد فيه مصالح الدول الكبرى خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول المصنعة للسلاح والتي جنت الكثير من الأموال بفعل هذه الحرب التي مثلت فرصه كبيرة لها في بيع السلاح للمملكة السعودية وليس، هذا فحسب بل أنها ضمنت استمرار بيع السلاح لسنوات من خلال تحكمها في مسار الحرب ودعم أطراف ضد أخرى وخلق حاله من الفوضى في محيط السعودية، هذا ناهيك عن المستفيد الأكبر من هذه الحرب التي تدفع بالسعودية نحو الهاوية.. وهي الإمارات العربية المتحدة التي برزت مؤخرا للواجهة واستطاعت أن تزيح السعودية عن صدارة الوطن العربي بدليل الوقائع التي تمارسها الإمارات باليمن والتي أثبتت أن السعودية أصبحت مجرد حديقة خلفية للإمارات.
وبالعودة لموضوع الحد الجنوبي فإن الحوثيين هددوا وحذروا المملكة أكثر من مرة من أن أي تصعيد في الساحل الغربي بالحديدة سيقابل برد غير مسبوق وغير متوقع في الحد الجنوبي في المقابل فان من يدير معركة الساحل الغربي هي الإمارات التي تسعى لتحقيق مصالحها في السيطرة على ماتبقى من الجزر والموانئ اليمنية غير مكترثة بحليفتها السعودية التي ستتعرض لعمليات هجومية واسعة يقول الحوثيون بأن هذه الهجمات ستغير من شكل المنطقة في حال استمر التصعيد في الحديدة.
إجمالا يمكن القول أن السعودية الكثير من المفاجأت القاسية خلال الأيام القادمة أو الشهور القادمة الحوثيون بدأوا برسم الأهداف الأكثر، إيلاما لدول التحالف وبدأت معركتهم الفعلية خصوصا مع تعاظم القدرات الصاروخية التي يمتلكونها وسلاح الطيران المسير وعلى العكس تماما استنفدت السعودية بنك الأهداف باليمن ولم يعد هناك شيئا يمكن أن تهدد أو تضغط من خلاله ولعل الاستمرار في قتل المدنيين من خلال غارات الطيران وقصف المقصوف أكثر من مرة يكشف حاله التخبط الذي يعيشه التحالف السعودية الإماراتي.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/06/09