كوشنر عندما يهين العرب.. ولا يجد منهم غير التصفيق
بسام أبو شريف
جاريد كوشنر يحاول تسويق عملية “استعباد الشعب الفلسطيني”، وشطب قضية فلسطين كقضية شعب له كامل الحق بتقرير المصير، وتصرف في المنامة ” دون ردود فعل للأسف، من الحاضرين من بعض المسؤولين العرب وكأنهم قطيع من الأغبياء والجهلة، وتحدث اليهم مرتكبا أخطاء تاريخية وسياسية وأخلاقية ممايدل دلالة واضحة على جهله بتاريخ المنطقة ونضال شعوبها، وجهله أيضا بأن حكام بعض الدول الذين تحدث اليهم هم موظفون من قبل الاستعمارين القديم والحديث، وأنهم لايمثلون شعوبهم فهي أنظمة ” كما قال ترامب”، خلقها الامبرياليون وهم قادرون على تغييرها أو تبديلها ولن ننسى ماقاله ترامب للعائلة السعودية عندما طالبها بتكاليف حماية الولايات المتحدة لها فقد قال: “عليكم أن تدفعوا ثمن حمايتنا لكم ، فلولا حمايتنا لما صمدتم وبقيتم ثلاثة أسابيع”.
جاريد كوشنر مكلف من الحركة الصهيونية بأن يستغل هذه الأنظمة المرتبط وجودها بقرار واشنطن لتكليفها بدفع ثمن شطب قضية فلسطين، وأية قوة لهذا الشخص المريض كي يتصرف بهذا الشكل مع أمتنا العربية التي تقدر معنى الوطن والدين والتاريخ والحضارة .
لقد عرض الفلسطينيون السلام بمبادرة أمام الأمم المتحدة ونالت موافقة المجتمع الدولي، وعقد مؤتمر مدريد بإشراف روسي أميركي لتحقيق السلام ، لكن إسرائيل رفضت السلام وتبين للعالم كذب الادعاءات الصهيونية التي ملأت العالم ، والتي تتهم الفلسطينيين بأنهم يسعون لقذف اليهود للبحر وتبين أن إسرائيل والصهيونية بدعم من أمثال كوشنر يخططون لإبادة الفلسطينيين وقذف من تبقى للصحراء .
تناسى وتجاهل كوشنر بكل وقاحة مهينا كل مسؤول عربي حضر الورشة ، تجاهل أن للعرب كأنظمة رسمية مبادرة للسلام كان اسمها مبادرة الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود ، وتحولت إلى المبادرة العربية للسلام والتي تقوم على أساس حل الدولتين ، وتنص على إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة كحق دولي وعالمي معلن للفلسطينيين .
أهان كل الموجودين لأنه تجاهل موقفهم الرسمي وتحدث عن استعباد الفلسطينيين ، أن منطقتنا لاتخضع لبرامج حواسيبهم ، فهي منطقة تتمتع بتاريخ وأرث حضاري من الثقافة والحرية والديقراطية التي محاها الاستعمار وحرم شعوبنا منها ودعم الأنظمة المستبدة والتي تمكن الغرب من نهب ثرواتهم .
لقد أهان العرب باعتباره أن أموال المنطقة هي أمواله وأموال إسرائيل ، فهو يريد أن تدير اسرائيل وشركاته الصهيونية أموال الأمة العربية والاسلامية لإلغاء فلسطين وإبادة الشعب الفلسطيني ، أن مايحز في نفوسنا أن تممكن هذه الأنظمة أمثال هذا الجاهل من اهانة الأمة ودينها الحنيف وكنيستها الشرقية وتقاليدها وتراثها، ومايحز في نفوسنا أكثر أن نرى كيف ينهب كوشنر وأمثاله أموال الأمة العربية والإسلامية ” أموال المنطقة ليست ملك آل سعود والعائلات التي عينها الاستعمار البريطاني حكاما لتسهيل نهب الثروات العربية ” ، ويجبرون الدول على دفع مئات المليارات ثمنا لسلاح يوجه لصدور أخوتهم في العروبة والإسلام بينما تتلكأ هذه الأنظمة الخاضعة لكوشنر عن دعم وكالة الأونروابعد أن قرر ترامب الغاءها لالغاء حق العودة ، ونراها لاتساعد حماة الأقصى بينما تقدم هدايا لزوجة ترامب وابنته بمئات الملايين .
شاهت الوجوه ، لكن على كوشنر أن يعلم أن من يلتقي معهم ليسوا ممثلين للعرب ولا للمسلمين ، فهؤلاء الذين يمثلون الأمتين العربية والإسلامية سيلاحقونه هو وإسرائيل حتى تتحرر فلسطين ويتحرر الأقصى أولى القبلتين ، طبعا كوشنر لايعرف ماذا يعني ” أولى القبلتين ” ، لكن أمتنا تعرف وكوشنر لايعرف معنى مسرى النبي ولا يعرف معنى : الله أكبر .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/06/28