الأزمات المختلقة لزعزعة أمن الخليج
عبد الخالق الفلاح
لابدّ ان يرى المتابعون شدة ردود الأفعال ازاء خبر المشاركة الإسرائيلية مع قوة التحالف المعلن عنها والتي في طور التشكيل في الخليج ضمن القطع البحرية – الحربية التي دعت لها واشنطن لخطورة الموقف وفي خطوة استفزازية مثيرة ومستهجنة حتى من قبل الدول التي تتحرك تحت عباءاتها لحد الان والخوف من انفلات الامر، لان مشاركة إسرائيل في تحالف ترعاه الولايات المتحدة في مياه الخليج تحت غطاء حماية السفن البحرية الناقلة للنفط هو تهديد صريح لأمن المنطقة بلاشك وناهيك عن الرفض الايراني المستمر لوجود مثل هذه القوات وفي قبول التحدي الند بالند والتصدي لاي تهديد ولمنع اي تجاوز عليها من اي جهة كانت وهذا حق طبيعي ومن حق الدول الدفاع عن نفسها من اي عدوان وأن أميركا تشعر بالقلق من هزيمة سياستها في الساحة الدبلوماسية بعد ان نجحت ايران في ادارتها إقليمياً ودولياً بشكل متميز وحققت الانتصارات المتتالية في الصعيد الميداني بالامكانات المتوفرة لديها والاكتفاء الذاتي في الحقول المختلفة الذي تسببت لـ”اسرائيل” الخوف على مدى أربعة عقود من الزمن، ذلك الرعب والصداع الذي مازال مستمرًا ومتواصلًا بمنحى تصاعدي واضح للوجود وتقدم التصنيع العسكري الايراني في كل الامور الحربية وخاصة الصواريخ ذات المديات القصيرة والبعيدة والطائرات المسيرة بالاعتماد على جهود علمائها، و ان قوى المقاومة في المنطقة سوف تتعامل بقوة مع أي وجود إسرائيلي في المياه الدولية ضمن سياساتها الرادعة والدفاعية، لمنعها من التمختر في المياه الاقليمية ولوحظَ بالمقابل كذلك حجم ردود الأفعال الإستباقية تلك مع الأخذ بنظر الأعتبار أنّ قدوم سفنٍ بحرية اسرائيلية سوف لا يكون لها ايّ دورٍ عسكريٍّ في النزاع القائم والوضع الراهن سوى التأثير السيكولوجي، وربما ضمن الحرب النفسية المرتبطة بالإعلام للكيان الاسرائيلي كلياً ”والتي تعودت علية في الكثير من الازمات في المنطقة و بعكس ما ينادي به ترامب “بان إسرائيل حامِيةً لدول الخليج رسميًّا بضمّها إلى التحالف البحريّ لحماية المِلاحة في مضيق هرمز “وهي اضعف من ان تعمل شيئ لو ارادت لوحدها فلا يبقى لها وجود وهي اول الخاسرين ولهذا تعسكرت بجلباب واشنطن المتهرء وربيباتها من دول التطبيع التي اعطتها الحق في وجودها على حساب الشعب الفلسطيني المظلوم وتصريح وزير خارجية البحرين خالد بن احمد الخليفة و فيما يتعلق بالمحاولات الأميركية لتشكيل تحالف عسكري أو عقد اجتماع حول الملاحة بذريعة تأمين الملاحة البحرية في الخليج واضافة وزير خارجية البحرين ان استضافة البحرين للاجتماع الامني “لتأكيدا للدور الفاعل الذي لطالما في طور قامت به مملكة البحرين، وتحرص على استمراره وتعزيزه بالعمل المشترك والتعاون مع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والحلفاء والشركاء الدوليين، لتأمين ممرات التجارة والطاقة، وحرية الملاحة الدولية، وتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية من العالم” وجوبهت بردود افعال قوية بطرق مختلفة من اكثر دول العالم والاوروبية الرافض لذلك الوجود لانها تخلق التوترات والازمات التي لا تتحملها المنطقة وفيه خسارة اقتصادية وسياسية للجميع اذا حدث خطأ او تهور دون حسبان العواقب المدمرة وخاصة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بوصفها إحدى دول منطقة الخليج القوية ترى في نفسها الحق من مواجهة هذا التهديد والدفاع عن نفسها وعن مصالحها ، وترى أن مسؤولية هذا الإجراء الخطير على عاتق أمريكا والكيان الصهيوني اللاشرعي وهي لديها 1500 ميل شاطئية في هذه المنطقة وحسب مسؤوليتها التاريخية، ولن يساعد في تعزيز الأمن بهذه المنطقة بل ستوفر الأرضية للتوتر والأزمة في منطقة الخليج الفارسي الحساسة أكثر من قبل، وتعتبر الخليج استمرارا لأراضيها وامن المنطقة يعني امنها وترى نفسها ملتزمة بتأمينها وضمان أمن حركة السفن فيها”.بعكس ما ينادي به ترامب وبإذكائه جذوة الكراهية”.
ان هذه التصرفات الغير منضبطة والمثيرة الامريكية ومعها الاسرائيلية ليست جديدة، بيد أن لها هذه المرة دور مختلف إذ تأتي في سياق تدشين أميركا وإسرائيل “عملية حرب على مستوى إقليميٍّ تتحقق فيها لإسرائيل أقصى المنافع حتى لو تكبدت فيها سائر دول المنطقة أقسى الخسائر.
وهذا الخطاب لم ينفك عن النفخ في بوق الحرب طيلة عقود، وظلَّ يرمي إلى إبقاء العالم في حالة تهيئة وفزع وتوثب دائم، مجتذبًا الدعم على كل الاصعدة ومستنفرًا التلاحم والتماسك والتعاون التي تسود المنطقة.
وفي قلب ذلك الخطاب المتكرر القائل إن إيران تريد مسح إسرائيل من الخريطة ومن هذا النوع من الكذب ما قال وحذر منها ولم يكن مفاجئًا ولا مستغربًا في تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز من تعرض إسرائيل “الضعيفة القلقة والخائفة والمرتبكة، رغم ترسانة أسلحتها الضخمة، والقوى الدولية والاقليمية التي تقف وراءها، وهذه الصورة ارتسمت وتشكلت، عبر سلسلة هزائم وانكسارات منيت بها” لهجوم من إيران بشكل مباشر أو عبر وكلائها كما تعتقد في حال حصلت مواجهة عسكرية بينها وبين الولايات المتحدة مع تسارع الأمور في الخليج الفارسي.دفعها وحسب ما أعلن وزير الخارجية العدو الاسرائيلي “يسرائيل كاتس” قبل أيام قلائل أن “تل ابيب” ستشارك في القوة البحرية التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية الى تشكيلها بهدف تأمين حركة الملاحة في منطقة الخليج، وسط تصاعد التوتر .
“وهذا بفعل الاستعراض المتواصل للقوة التي لم تتوقف و حالة النمو المتصاعد في إيران دون توقف وعن ممارساتها التي بلغت حداً تؤشرالى قرب انهاء الوجود والنفوذ الأميركي بالمنطقة؛ بدءاً بالبحار واستطراداً إلى الدول الحليفة والمنبطحة لأميركا “، ومن حقها الطبيعي وهي تواجه خصماً يحاول النيل منهم ويحاول السيطرة على خيرات دولها ويعزز قوته في محيطهم للدفاع عن المكاسب التي حققتها ، وعلى واشنطن أن تتقدم بالتماس وبخضوع للقيادة الإيرانية بالتواصل والحواربعد العودة للاتفاق النووي 1+5 الموقع من قبل ( الدول الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة– بالإضافة إلى ألمانيا ) المنعقد معها باشراف الاتحاد الاوروبي في 14 يوليوعام 2015 وانسحب ترامب من الاتفاق بشكل أحادي الجانب وأعلن عن حزمة عقوبات بحق طهران بحجة عدم التزامها بكامل بنوده والتي تطالب رفع تلك العقوبات الغير مبررة المفروضة عليها ورغم التزام جميع الاطراف الموقعة ببنوده و ترى نفسها على حق في كل ما تفعل وغير ملزمة للبقاء في الاتفاق اذا لم يطبق بنوده و تقول ” افعلوا ما تشاءون في بلادكم وقراراتكم، ولكن يؤذينا كثيراً أن تكون المنطقة غطاءً لتمرير اهدافكم و لما لا شأن لكم بها”
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/08/13