الفارس العربي المغوار
صالح الشيحي
خلال حفل الافتتاح الرسمي للقمة العالمية للإعلام، والتي انطلقت البارحة الأولى في العاصمة القطرية الدوحة، فاجأ "تشاي منغزهاو" رئيس وكالة "شينخوا" الصينية، الحضورَ بالحديث بلغة بلده، مما اضطرهم إلى ارتداء السماعات والاستعانة بالترجمة الفورية!
واللافت أن الإعلامي الصيني أشار إلى مثل عربي شهير في ثنايا حديثه، وحينما انتهى من الحديث، اعتلى المنصة "ماساكي فوكيوياما" رئيس تحرير وكالة كيوديو اليابانية، وتحدث هو الآخر بلغة قومه. ليأتي بعدهم بقليل، ابن اللغة العربية العظيمة، ويقف على المنصة، ليضع الكثيرون السماعات في آذانهم ليسمعوا ما الذي يمكن أن يقوله هذا الفارس العربي، ذو اللسان العربي الفصيح، ليصدمنا -نحن العرب على الأقل- بأنه يرفض الحديث بلغتنا، ويتحدث باللغة الإنجليزية!
لم تتضمن الكلمة ما يستحق الإنصات. لكن المشهد كان مؤلما. انهزامية واضحة دون مبرر!
سألني أحد الجالسين جواري، ما تفسيرك لهذا التصرف؟، قلت له: "هزيمة نفسية بلغت ذروتها. فالقمة ليست لها لغة رسمية حتى يتحدث الجميع بها. بل فتحت الخيارات أمام الجميع للحديث بلغات بلادهم. الروسي والصيني والهندي والياباني والأميركي"، جميعهم تحدثوا بلغاتهم الأم، باستثناء فارسنا العربي المغوار الذي طوّح بعباءته القومية جانبا، وارتدى العباءة الإنجليزية دون سبب وجيه!
على كل حال، أتفهم ضرورة تعلم وتعليم اللغة الإنجليزية، وجعلها رديفا للغة الأم. هذه هي اللغة العالمية اليوم. لكن لا ينبغي أن يتم تفضيلها على اللغة الرئيسية للبلد عندما تتاح الفرصة، أو يتم ركنها على الرف واستبدالها باللغة "الإنجليزية" كما يحدث في بعض دول الخليج، أو "الفرنسية" كما يحدث في بلدان المغرب العربي!
يظهر لي أن هذا الحديث لا طائل وراءه؛ لذلك أنصحكم بأن تقرؤوا عن الصين، وعن الشعب الصيني، واعتزازهم بثقافتهم وهويتهم ولغتهم.
تقول المعلومات، إن نصف وجهات السفر والحجوزات في العالم بعد 20 عاما ستكون مسجلة بأسماء صينيين، ومعظم المرافق السياحية في العالم ستضطر إلى وضع تعليماتها باللغتين الإنجليزية والصينية!
سلّم لي على "تشاي منغزهاو"!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/03/22