هكذا انتهت حرب التسعة أيام في سورية
الدكتور محمد بكر
لم تكد تسخن المقاعد من تحت “المايكين” بينس وبومبيو في أنقرة، حتى تم الإعلان عن عن اتفاق أميركي تركي لوقف العمليات العسكرية في شرق الفرات وانسحاب قوات قسد خلال 120 ساعة، الاتفاق ربما تم بعيداً عن العين الروسية، ديمتري بيسكوف قال انهم ينتظرون معلومات من أنقرة حول الاتفاق، هذا لايعني مطلقاً شذوذاً تركياً عن مسارات الاتفاق مع الروس، الذين قدموا أيضاً مساحة كبيرة من الجهد لجهة الانتصار لأردوغان والضغط على قسد، هذا المشهد الذي أعطى صورة غاية في الوضوح عن سلوك أردوغان المزدوج والجري بالتوازي في الملعبين الأميركي والروسي، والعودة للحراك المتوازن بين الطرفين، على قاعدة أن خسارة اي طرف لن يكون في الصالح التركي، إذ يعمل التركي بدهاء على إبراز مساعي كل من الأميركي والروسي في صياغة التوافقات.
خلال العدوان التركي على مدى تسعة أيام يمكن سرد السيناريو الآتي في عجالة لنفهم طبيعة الحاصل:
– يعلن الأميركي الانسحاب ، تشن تركيا العدوان.
– ترامب يراسل أردوغان : لاتكن احمق وسيذكرك التاريخ كشيطان
– سأدمر اقتصاد تركيا إذا تجاوزت الحدود الإنسانية ، قال ترامب.
أردوغان مجرم وارهابي وقاتل ومجنون، قالت دمشق
– عليك بالتفكير مليّاً ياأردوغان ونتفهم قلق تركيا وخوفها على امنها القومي، قال الروس.
– نتفهم حق تركيا في الدفاع عن أمنها ومستعدون لإجراء محادثات بين دمشق وأنقرة وإنهاء مايقلقهما، قال الإيرانيون.
-يثور الاتحاد الأوروبي ويندد ويهدد أردوغان، ومابين طرفة عين وانتباهتها يخمد الاتحاد ولا ينوي فرض عقوبات على أنقرة في الوقت الحالي .
– موسكو تفاوض قسد، تقبل الأخيرة وتسلم مواقعها للجيش السوري.
– لا مشكلة لدينا في انتشار الجيش السوري والسياسة الروسية إيجابية، قال أردوغان.
– موسكو تدعو أردوغان لزيارتها
– مايك بنس من أنقرة يعلن انتهاء العمليات العسكرية التركية وانسحاب قسد خلال 120 ساعة.
-ترد اخبار عظيمة من أنقرة واشكرك من قلبي ياأردوغان، يقول ترامب.
أردوغان أثبت بحق انه ثعلب ماكر انتزع ماأرادة بمصادقة العالم أجمع، وسيلبي دعوة بوتين في 22 من الشهر الجاري للتأسيس لعودة العلاقات التركية السورية إلى ماقبل الحرب، وكذلك سيلبي دعوة ترامب في الشهر القادم للحفاظ على العلاقات التركية الأميركية، لتنتهي قصة أو ربما “مسرحية التوافقات الدولية” على حرب التسعة أيام في سورية، عنوانها الأوحد : المنتصرون معاً، فالأميركي اختار التركي على حساب الكرد، وبوتين هندس المشهد لكي لايخسر لا دمشق ولا أنقرة.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2019/10/20