لا تحتاجون لإذن الشريط الإخباري!
عبدالله المزهر ..
وللغبار حديث ذو شجون، ولا تزال أسباب دهشة الإنسان السعودي في كل مرة يأتي فيها الغبار سرا غامضا وجميلا. فالغبار ليس ظرفا طارئا وغير متوقع، وهو أحد الأشياء التي كتب الله أن تكون شيئا مألوفا وطبيعيا على سكان هذه البقعة من العالم، لكنهم مع ذلك يندهشون لرؤيته. وهذا شيء جميل بالطبع، لأن احتفاظ الإنسان بقدرته على الدهشة شيء يكاد ينقرض بين الكائنات البشرية، وهو الشيء الذي يجعل من الأطفال مخلوقات جميلة، لا شيء يعادل لذّة اكتشاف الأشياء للمرّة الأولى، وهذا ما يفعله السعوديون في كل مرة يشاهدون فيها الغبار أو المطر!
وكان الغبار إلى قبل أشهر مضت من أحد أسباب مشاهدة القنوات السعودية ـ إن لم يكن السبب الوحيد ـ حيث كان الناس ينتظرون قرار تعليق الدراسة الذي كان صدوره مسألة وقت ليس إلا حتى أصبحت الدراسة لكثرة التعليق هي الاستثناء والتعليق هو الأساس.
ثم أتى وزير جديد جدا وصرح بأن تعليق الدراسة من موبقات التعليم فخسرت القنوات السعودية متابعيها ولم يعد الناس ينتظرون مثل تلك القرارات التي كانت روتينية.
في أول أيام الغبار هذا العام اختفت معالم جدة وعُلقت الرحلات الجوية ولكن الدراسة لم تُعلّق. صحيح أن قرار تعليق الدراسة من عدمه من صلاحيات مدراء التعليم في المناطق ولكن مدراء التعليم على دين وزيرهم، فإن كان ممن يحبذ التعليق علقوها حتى دون أسباب، وإن كان ممن لا يعتقد بجواز التعليق فلن يعلقوها حتى لو انفجر بركان في فناء المدرسة!
وعلى أي حال..
لست مع ولا ضد تعليق الدراسة وأظنه شأنا شخصيا في المقام الأول يخص ولي الأمر، وهو أعرف بمصلحة أبنائه من غيره، فإن رأى أن ذهابهم للمدرسة في طقس سيئ يشكل خطرا عليهم فليبقهم في المنزل، وإن لم ير ذلك فليرسلهم للمدرسة. الأمر لا يحتاج لإذن الشريط الإخباري في قناة لا يشاهدها أحد!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/03/29