وطنوا أنفسكم قبل أن يوطن عليكم!
عبدالله المزهر ..
جاء في المعاجم أن التوطين بمعنى التمهيد أو التعويد، فتوطين النفس على فعل كذا، أي تعويدها، وجاء في أنظمة وزارة العمل بمعنى تمكين المواطنين من الاشتغال ببيع الخضار والجوالات حاليا والعمل في البقالات لاحقا حسب توجه مجلس الشورى ـ الموقر بالطبع ـ.
وبعيدا عن أنه لا أحد يعلم متى يتدخل مجلس الشورى ومتى يلتزم الصمت فلم يكن له رأي في »توطينات« سابقة ولكنه يريد أن يشارك توطينات لاحقة، وقد لا يشارك ولا يكون له رأي في توطين الحلاقين ـ مثلا ـ ثم تجده فجأة ودون مقدمات يتحدث عن توطين مغاسل السيارات، بعيدا عن هذا اللغز الذي لا أعرف حله حتى الآن لأني لم أصبح عضوا بعد، فإن الغريب أن تعريف التوطين في معجم وزارة العمل تجنب الكبار من كل شكل ونوع، فهو تجنب كبار الشركات ثم تجنب كبار الوظائف وهذا أمر يخل بالمعني على الأقل.
ومثل كل السعوديين أتمنى أن يصبح كل العاملين في المحلات الصغيرة والمهن الحرفية من السعوديين. لكني أيضا مثل أغلب السعوديين لا أتمنى ذلك لأبنائي.
كان السعوديون يبنون بيوتهم ويزرعون حقولهم بأيديهم ويبيعون في دكاكينهم بأنفسهم، ثم أصبحت هذه الأعمال من المحرمات والأشياء المستنكرة، وقد حدث هذا التشوه كأحد الآثار الجانبية السيئة لـ»الطفرة«!
ثم ازداد هذه التشوه لأن البعض رأى أن »التأشيرات« أشياء يمكن تقديمها كهدايا وهبات وشرهات حتى انتشرت العمالة التي يمكن أن تقوم بعمل أي شيء مقابل أي شيء، وأصبح وجودها شيء أشبه بالإدمان الذي لا يمكن الفكاك منه ولا التخلص من تبعات »انسحابه« من جسد المجتمع!
وعلى أي حال..
وطنوا أنفسكم على تقبل كل التوقعات، ولا أظن أن الحال وصل بكم إلى درجة أنكم تنتظرون مني تقديم حلول لهذه المشكلة أو غيرها، إن كنتم كذلك فأنتم تواجهون بالفعل مشكلة أخطر من التوطين ومن العمالة ومن أنظمة وزارة العمل!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/04/03