تخفيضات الاتصالات.. متى تنعكس على المواطن؟
سالم بن أحمد سحاب ..
هذه هي الجولة الثانية من التخفيضات السعرية البينية التي تحظى بها شركات الاتصالات في المملكة، إذ قررت هيئة الاتصالات قبل عدة أشهر خفض سعر الدقيقة الواحدة من 25 إلى 15 هللة بين مقدمي الخدمة، أي الشركات الثلاث الرئيسة: الاتصالات السعودية وموبايلي وزين. أما الجولة الثانية التي كانت قبل أيام قليلة، فتضمنت خفض سعر الدقيقة بين مقدمي الخدمة أيضا (دون المواطن) من 15 هللة إلى 10 فقط.
السؤال الأول: لماذا لم يتم ذلك من قبل، وقد ثبت بلا أدنى شكّ أن أسعار الخدمة في بلادنا هي الأغلى بين مثيلاتها على مستوى الخليج، بل على مستوى معظم دول العالم بالرغم من انخفاض أجور العمالة لدينا سواء كانت وطنية أو وافدة مقارنة بمعظم الدول، باستثناء أصحاب المناصب الإدارية العليا. لماذا التخفيض بالتقسيط؟ لماذا لا يتم دفعة واحدة حسب دراسة موثقة شاملة؟!
السؤال الثاني وهو الأهم: التخفيض الذي تمّ في الجولة الأولى لم ينعكس على أسعار الخدمة المقدمة للمستهلك، إذ ظلت الأسعار في مجملها دون تغيير، مما يعني مزيداً من الأرباح للشركات، أي مزيداً من الأثرة ونفخ الأرصدة!
اليوم نحن في انتظار نواتج هذا التخفيض الجديد الكبير؟ كان التخفيض الأول بنسبة 40%، تلاه مؤخرا تخفيض آخر بنسبة 33% أي بإجمالي 60% من القيمة الأصلية البالغة 25 هللة!
ترى ما العائد الذي يتوقعه المواطن من هذه التخفيضات السعرية؟ يمكن إعادة صياغة السؤال على النحو التالي: هل تهدف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى خدمة المواطن عبر هذه التخفيضات؟ أم أن الهدف هو خدمة شركات الاتصالات فقط؟ الجواب يتوقف على (المتغيّرات) المنتظرة بعد هذه الجولات التي أمست حقيقة لا رجوع عنها؟!.
فضلاً يا معالي محافظ الهيئة، لا تتوقفوا عند هذا الحد، بل احرصوا على شمول المواطن بالفائدة المرجوة! لا تُشجِّعوا شركات الاتصالات على (نفخ الأرصدة) بلا حدود، فهم قد أثروا كثيراً ولا يزالون.
وإنا لمنتظرون!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/04/07