تسابق تركيّ إماراتيّ للسيطرة على ميناء طرابلس…
نضال حمادة
بعد الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت والذي تسبّب بدماره وخراب الأحياء البيروتيّة المحيطة بالمرفأ، وسمعه سكان جبل لبنان كما شعر بارتداداته سكان جزيرة قبرص على بعد 240 كلم من لبنان، خرج مرفأ بيروت عن الخدمة، وهو الذي كان الباب الكبير للبنان لاستيراد كل حاجياته كما كان يعمل بالتوازي وبطاقة كبيرة في مجال الترانزيت.
يأتي خروج مرفأ بيروت عن الخدمة لينقل الدور لمرفأ طرابلس محلياً بفعل حاجة لبنان لمرفأ يستورد عبره كل ما يحتاجه، لكن هذا الاهتمام اللبناني المبرّر والواقعي يترافق مع اهتمام إقليمي ودولي بمرفأ طرابلس بعيد كل البعد عن مصلحة الشعب اللبناني ويتصل بالصراعات الإقليمية والدولية التي تدور في البحار والمحيطات، خصوصاً على المرافئ المطلة على المضائق البحرية والمعابر التجارية البحرية والتي تدور حولها حرب اليمن تحديداً فضلاً عن الكباش الإيراني الأميركي في الخليج العربي.
المعلومات في هذا الموضوع تشير إلى اهتمام إماراتي كبير بمرفأ طرابلس يعود الى سنوات خالية عدة منذ أوكلت الولايات المتحدة الأميركية مهمة السيطرة على الموانئ البحرية المؤدية الى الخليج العربي والتي تشرف على كل الممرات البحرية التجارية، بدءاً من السيطرة على ميناء عدن في اليمن، مروراً بالسيطرة على جزيرة سقطرى أيضاً في اليمن وانتقالاً الى استئجار ميناء عصب الأرتيري لمدة 35 عاماً، واستئجار ميناء بورسودان من قبل شركة موانئ دبي.
المعلومات تفيد أيضاً أن اهتمام الإمارات بميناء طرابلس يعود الى قربه من سورية ومن السواحل التركيّة، فضلاً عن قربه من قبرص ومن المياه الدولية المتنازع عليها بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى. وهذا الصراع هو على المياه الإقليمية الليبية التي تحوي مخزوناً كبيراً من النفط والغاز، ومن المعلوم أن الإمارات وتركيا تخوضان حرباً ضروساً بالوكالة في ليبيا.
مرفأ طرابلس الذي سوف يكون شريان لبنان البحري للسنوات المقبلة سوف يشكل ميدان صراع إقليمي ودولي، كما هو حال كل لبنان، وربما يأتي ارتفاع الليرة اللبنانية مساء أمس من هذه الزاوية، خصوصاً مع تردّد معلومات في العاصمة الفرنسية باريس أنه تلزيم شركات فرنسية إعادة إعمار مرفأ بيروت.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2020/08/08