أبعاد قمة المصالحة الخليجية الأميركية
عمر عبد القادر غندور
برعاية أميركية حاضرة بوجود كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر انعقدت القمة الخليجية كتدبير أميركي ملحّ يحتاجه الرئيس المنتهية صلاحيته دونالد ترامب، وانتهت الى بيان مصالحة بين «الدول» الخليجية وبينها قطر التي حضر أميرها واستقبله بالعناق والقُبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عند سلم الطائرة متخلياً عن شروطه التي وضعها سابقاً ثمناً للتصالح مع قطر، ولعلّ المخاوف الأميركية السعودية المشتركة من تداعيات لن يتأخر ظهورها هي التي فرضت المصالحة، ومن بينها إتمام المصالحة على يد ترامب بدل ان يحققها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الذي كان ألمح الى رغبته في هذه المصالحة.
ولا شكّ انّ التخلي عن الشروط السعودية لإعادة قطر الى مجلس التعاون الخليجي وإنهاء الحصار الاقتصادي وفتح الأجواء والطرق البرية والبحرية والذي استمرّ لأكثر من ثلاث سنوات. ولعلّ الشرط بإقفال محطة «الجزيرة» من أقسى الشروط التي بلعها السعوديون، ما يشير الى قوة الضغط الذي مارسه «ترامب» لا بل فرضه على المشيخات الخليجية للضرورة والجدوى.
ورغم انّ البيان الختامي اكتفى بذكر الإيجابيات لم يشر من قريب أو بعيد إلى المستهدف الحقيقي وهو إيران، فإنّ المناقشات والكلمات التي سبقته أفاضت واسترسلت في مهاجمة إيران ودورها المزعزع للاستقرار، وخطاب ابن سلمان الذي أكد أنّ الهدف من المصالحة إيجاد جبهة خليجية، ولا نقول عسكرية مناوئة للجمهورية الإسلامية.
ولا نستغرب خروج المباخر من هنا وهناك للترحيب بالمصالحة الخليجية التي تبقى هدفاً مشروعاً إذا كانت للخير وجمع الشمل وإتمام المكارم ومصلحة الشعوب والسلام.
والمضحك أن يحمل أحدهم في لبنان وهو من رموز الحرب الأهلية مبخرة متوهّماً أنّ الرياح الخليجية شكلت فائض قوة ستمكنه من وضع شروط لم يجرؤ على إظهارها في أيّ وقت مضى…
فلينتظر…
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2021/01/08