الصحة تنسى وعودها
عبده خال ..
عند الكارثة تجد الوعود كسحائب المطر كلها تبشر بالخير حتى أن مقولة سالت على إثره الوديان والشعاب ما هي إلا تصغير لما يوعد من ألمت به الكارثة.
ووزارة الصحة -ومعها إمارة جازان- تباريا في أيهما يكفل ضحايا (حريق الفجر) الذي حدث في مستشفى جازان العام، ووصل تعداد الضحايا إلى ٢٥ نفسا.
٢٥ نفسا ذهبت بعثراتها وحملت صفحة من صفحات الإهمال المريع الذي لايزال ممارسا، وبعد أن طويت كارثة الحريق واطمأنت وزارة الصحة بأن الناس ينسون، ولكن هذا النسيان خاص بمن شاهد أو سمع عن الحادثة إلا أن التذكر يكون الشغل الشاغل لذوي الضحايا؛ ولأنهم هم من تلقى الوعود في التخفيف من مصابهم لم ينسوا وظلوا يطالبون بالتعويضات الموعودة التي تبخرت بين دهاليز وزارة الصحة، ولم تكتفِ الوزارة بهذا التناسي، بل أضافت إليه تناسي إعادة افتتاح المستشفى، مما أدى بالمواطنين الوقوع في الوعود الطويلة للوصول إلى أي مستشفى يمتلك المقومات الصحية الملائمة، فتناثروا بين قوائم الانتظار في تحويلهم إلى بقية المستشفيات في المنطقة، وهذا الانتظار يتم التباطؤ فيه بحجة أن المواطنين يتم علاجهم في مراكز صحية، وهذه المراكز تذكرك بالدواء الواحد الذي يتم صرفه لمريض السرطان والمصاب بالرشح.
ولأن التصريحات مأدبة توضع بها كل المشهيات من غير وجود الأطباق الرئيسية؛ ولأن المرافق الصحية في جازان ليس بها مستشفى يعتمد عليه في إراحة المرضى، فهم يحملون صبرا على صبر من تدني مستويات المرافق الصحية في المنطقة.
وبما أننا نذكر بالوعود وبالتعويضات التي تم نسيانها فلا بأس أن نتباكى على إغلاق المستشفى العام الذي أغلق منذ الحادثة بحجة جاهزة من الوزارة وقولها إنه سيتم إعادة تشغيل المستشفى بعد التأكد من تأهيله.
وهنا تكاد تنفجر غيظا من عذر يعد فعل الحريق مؤكدا على أن الوزارة تغنّي في كل الحالات: مرة بالتعويضات ومرة بإعادة تشغيل المستشفى.. المشكلة أن كلام الأغنيتين حمل: بعود إليك.
والعودة هنا هي التأكيد على نسيان ضحايا الحريق ونسيان إعادة تشغيل المستشفى.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/05/04