هل نحن فعلًا نجهل أسباب الإرهاب؟
خالد الوابل ..
هنا بعض الإحصائيات عن الإرهاب وضحاياه
• السعودية من أكثر الدول التي عانت من الإرهاب وتضررت منه.
• المملكة تعرضت في أقل من عام لما يزيد على 30 عملية إرهابية بواقع عملية كل 12 يوما.
• تعرضت المملكة لـ 145 عملية إرهابية خلال الـ 14 عاما الماضية، حيث نتج عنها مقتل 422 شخصا، فيما أصيب 1194 شخصا. واستشهد خلال هذه العمليات 125 شهيدا من رجال الأمن وأصيب 400 آخرين.
• ست هجمات إرهابية التي لحقت بالمساجد أسفرت جميعها عن سقوط 52 قتيلا، فضلا عن إصابة 134 شخصا.
• ألقت الأجهزة الأمنية خلال الـ 12 عاما الماضية القبض على أكثر من 12 ألف متورط ومتعاطف مع جماعات إرهابية.
كل هذا الكم من الضحايا والعمليات الإرهابية والإرهابيين ومع هذا الكل يسأل ما هي أسباب الإرهاب لدينا؟ ولماذا ينخرط أبناؤنا فيه؟
لكل مسبب للإرهاب تتوقعه ستجد من يفنده، وعادة التفنيد لا يستند على دراسة بقدر ما هي حالة «رفض» وهروب من الواقع، فالتوقعات كثيرة ولكن لا أحد يملك الحقيقة.
فلو سألت أن سبب الإرهاب هو البطالة؟
ستجد من يرد عليك ويقول كثير من الإرهابيين كان يشغل وظيفة قبل انضمامه لهذه المنظمات الإرهابية.
هل هو الفقر؟
وسيرد عليك آخر ويقول بعض الإرهابيين من عائلات ميسورة وآخرون من عوائل غنية.
هل هي منظومة التعليم «معلم، مناهج، نشاط لا صفي»؟
والإجابة: ما الذي حفظ البقية من السقوط مثله. وجميع أبنائنا درسوا نفس المناهج ونفس المعلم.
هل هو توظيف من الخارج أم من الداخل؟
والرد: البعض من الإرهابيين لا يحمل جواز سفر وبعضهم لم يسافر خارج المملكة، فإن كان فكرا محليا فتلك مصيبة وأن كان فكرا خارجيا فالمصيبة أعظم، فكيف يتم توظيفهم وبهذه السهولة وعن بعد!!
هل هو الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي؟
والرد المتوقع: وماذا عن الشاب في الإمارات وعمان وقطر ووو فهو لا يختلف عن أبنائنا ويمارس تقريبا النشاط نفسه.
هل هو غياب الأنشطة الترفيهية؟
سيقال لك هناك إرهابيون ومن دول «منفتحة» ولديها أنشطة ترفيهية.
هل هو غسيل مخ؟
الإجابة ما نوع هذا الغسيل الذي يجعل شاب يقتل خاله أو مجموعة شباب يقتلون قريبهم وبدم بارد!!
هل هو البيت والأسرة؟
هل هو الخطاب الديني وموجة التطرف في المجتمع؟
هل يعقل اننا نعاني من الإرهاب منذ أكثر 20 عاما وبشكل متواصل ومع هذا لا يوجد دراسة أو أبحاث موثقة وشفافة تشير إلى سبب العلة؟
اليوم هو دور الدراسات والبحوث في معرفة أصل المشكلة وليست عوارضها وبكل صراحة وشفافية وإيجاد الحلول للقضاء عليها.
لا بد أن يفسح المجال اليوم لعلماء الاجتماع وعلماء النفس لدراسة هذه الظاهرة وكيفية محاربتها ومعرفة منبعها وحماية البقية من الانزلاق فيه.
تغريدة:
«لا تقتل البعوض وإنما جفف المستنقعات» ..
علي عزت بيجوفيتش
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/05/05