أحمد التيهاني ..

ورقة خضراء

- لا أفهم شيئا في الاقتصاد، وهو الجزء الأكبر من خطة التحول الوطني، ولذا لن أفتي بما لا أعلم، ولن أكتب عن التفاصيل تاركا إياها للصديق برجس البرجس وأمثاله من المتخصصين، لكنني أعي جيدا أن ممارسة الحلم، والعمل بإخلاص على تحقيقه، يجعلان المستقبل كما نحلم، بإذن الله، وأعي أن الحلم طريق نفسية ممهدة توصل إلى النجاح، كما أدرك أن التوقف عن الأحلام يعني التوقف عن الطموحات الكبيرة التي تليق بالأوطان العظيمة، فدعونا نحلم ونعمل من أجل مستقبل أجيالنا، واستقرار وطننا.

ورقة صفراء

- أزعم -بصفتي آدميا سعوديا عاديا- أن التحول الوطني يستلزم أكثر مما هو اقتصادي، ومن مستلزماته الاجتماعية والإعلامية والثقافية المهمة، التخلي عن ثقافة المدح للمدح، وترك الإشادة بالخطة الوطنية لمجرد الإشادة، فذلك لم يعد ينفع المادحين، فضلا عن أنه لم يعد يفيد الممدوحين أو يهمهم؛ لأن وعيهم تجاوز مرحلة السعادة بالإشادة، إلى مرحلة الإفادة من النقد والاستدراك والرأي المبني على معرفة؛ بمعنى أنه يتحتم -تبعا للتحول- التحول إلى الموضوعية والإنصاف، بذكر مواطن الجودة التي تضمنتها "الرؤية"، والتنبيه إلى ما قد يكون فيها من خلل، واستثمار المعرفة والتخصص في الإضافة إليها، وتذليل معوقات تنفيذها.

ورقة حمراء

- وأزعم -بصفتي سعوديا عاديا يحاول استيعاب المرحلة- أن من لوازم التحول الوطني الابتعاد عن تحويل "الرؤية" إلى شعارات فارغة، وخطابات إعلامية ساذجة، والكفّ عن المدح السطحي السمج، ومن ذلك -مثلا- الابتعاد عن طريقة زياد بن نحيت و"عياله"، التي رأيناها في: "الله الله يا محمد.. هذا التخطيط يا محمد"؛ لأنها "حركات قديمة"، لا تتسق مع اللغة الواقعية المباشرة، ولا مع الوعي المتجاوز، اللذين اتسم بهما حديث ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن "الرؤية"، والمصيبة أن "بن نحيت" كتب في شارة الـ"فيديو كليب": "رؤية فنية: زياد بن حجاب بن نحيت"، وشتّان بين الرؤيتين.

ورقة رمادية

- حين كانوا يسمون الثورات العربية "ربيعا"، حذر الاستشرافيون من تحولها إلى "خريف طويل"؛ بسبب امتطائها من بعض التيارات والجماعات التي اعتادت على امتطاء كل شيء حتى الدين، وبرغم التحذيرات وقع المحذور، فانتشرت الدماء في البر والبحر، وضاعت هويات وطنية؛ لأن التنويم المغناطيسي الذي مارسته وتمارسه هذه الجماعات على الشعوب، أدى إلى تغييب تحذيرات العارفين بخطل فكر هذه الأحزاب وغبائها السياسي المستديم، وكونها وبالا على الأمم والأديان والأوطان. وهنا يتحتم -بالقياس- التحذير من امتطاء بعض التيارات والجماعات للتحول الوطني بوصفه -عندهم- تغييرا جذريا يشكل فرصة سانحة للقفز إلى الأمام، وزيادة أسباب التمكين، وحرْق المراحل، وآه من "حرصهم على تمكين أتباعهم للتمكّن من التحكم في مفاصل البلد"، فهو الذي جعلنا نراوح في أماكننا عقودا حانَ وداعها، بمشيئة الله.

ورقة وردية

- التحوّل الاقتصادي الوطني يحتاج إلى قرارات موازية حازمة وحاسمة، تتعلق ببعض العوالق الوطنية التنظيمية والحقوقية والعدلية التي طال الجدل حولها عبر عقدين زمنيين مضيا، وهي معلقات أثق أنها الآن "في انتظار التحميل ثم التثبيت".
 
صحيفة الوطن أون لاين