يافطة وزارة البترول
عيسى الحليان ..
ظلت وزارة البترول والثروة المعدنية مجرد مديرية عامة تقبع في ملحق تابع لوزارة المالية إلى أن قام الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله بتحويلها إلى وزارة عام 1380هـ ومنذ ذلك الوقت ظلت هذه الوزارة الأكثر استقراراً فلم يتغير مسماها، كما لم يتعاقب على هرمها أكثر من أربعة وزراء فقط (حتى التعديل الأخير) وذلك طوال 57 عاماً، وهي بذلك قد تكون الأقل في تعاقب الوزراء، ربما بين كل الوزارات في تاريخ البلاد.
لأول مرة تسقط مفردة البترول من لائحة مسميات الوزارات والهيئات الحكومية وذلك منذ اكتشاف أول بئر بترولية في البلاد عام 1939هـ وحتى قبل أيام، بعد أن كان هذا المسمى الذي «يحن ويرن» يتصدر أسماء هذه الوزارات في الداخل والخارج «والدوام لله».
جاءت الطاقة كبديل، وهذا ليس خطأً، فوزارة الطاقة حسب تعريف «ويكيبيديا» تشمل جميع موارد الطاقة كالنفط والكهرباء والغاز وأحيانا يضاف لها الموارد المائية أيضا هذا خلاف الأسباب المؤسسية والهيكلية التي دفعت بهذا المسمى والتي تتوافق مع الرؤية الجديدة.
كنت أتمنى الحفاظ على هذه الكلمة ليس لأسباب مؤسسية أو هيكلية بطبيعة الحال، وإنما لأسباب عاطفية وعلاقة حب ووفاء وتحول تاريخي امتزج مع شعوب الجزيرة العربية ككل، مع كل هذه البركات والخيرات التي تتالت على مجتمعاتنا منذ أن كان آباؤنا وأجدادنا يشدون الرحال إلى الظهران كعمال بسطاء وما صاحب تلك الحقبة الجميلة من قصائد عشق وغرام في المعشوقة الجديدة.
بطبيعة الحال تختلف هذه المسميات الوزارية من دولة إلى أخرى، فبعض الدول سبقتنا إلى تغيير هذا المسمى وبعضها أبقت على مسمى الطاقة جنباً إلى جنب مع البترول وبعضها الآخر لايزال محتفظا بوزارة النفط مع إدخال مسميات وزارية مفتوحة للطاقة كالكهرباء والمياه والثروة المعدنية وغيرها.
لمعالي الوزير الجديد وفقكم الله، رفقاً بآخر لوحة على بوابة وزارتكم الموقرة، تعاملوا معها برفق، أنزلوها باحتفال رسمي يليق بها ويحفظ لها تاريخها المجيد، ضعوها ضمن أهم وأغلى مقتنياتكم الوزارية فقد نؤرخ لهذه الحقبة الجديدة اعتبارا من تاريخ إنزالها، وذلك في يوم من الأيام.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/05/12