هيئة* الترفيه.. بين ثقافة الموت.. وثقافة الحياة !
صالح جريبيع الزهراني ..
عزيزتي هيئة الترفيه..بعد التحية والسلام وطيب الكلام..فإنني أرحبُ بكِ أجمل ترحيب..كمواطنٍ سعوديٍ مستبشر بقدومك الميمون..لتسهمي في إزالة غبار التجهّم الذي كسا الوجوه سنين عدداً..وتزيحي رمال التقطيب التي تراكمت فوق الجباه حتى غدت ك(طعوس)الربع الخالي..وتشذبي أشجار العبوس التي غطت نضارة الفرح.. وتشقي حجب الأحزان لتشرق الابتسامة من جديد.
أرحب بك لتجعلي(سمننا في دقيقنا)بدلاً من (الهجولة) الداخلية في الفراغ..أو الخارجية التي جعلت أموالنا لقمة هنية للسباع والضباع.
واسمحي لي هيئتنا الموقرة..قبل أن تبدأي أعمالك..أن أتساءل معك حول المرتكزات التي تنوين إطلاق فعالياتك من منصتها..لأقترح عليك البرامج المناسبة..بعد أن رأيت قميصك يكاد يتمزق من التجاذبات التي تشدك إليها من كل مكان..وبعد أن رأيت أن كلاً يريد حشرك في زاويته.. ابتداء من زاوية التشدد والتنطع مروراً بزاوية النفاق..وزوايا الوسطية والاعتدال والواقعية..وانتهاء بزاوية الانحلال.
إن مقولة(حسب الضوابط الشرعية)يمكن للجميع استخدامها من وجهة نظره هو..فالمتشدد في أقصى اليمين والمنحل في أقصى اليسار يستطيع توظيفها لصالحه إن أراد طالما أن غالبية تلك الضوابط اجتهادية وكانت وما زالت محل خلاف..ويبقى الدور عليكِ لتضعي الضوابط وفق ما يتقبله المجتمع في عمومه لا وفق نظرة ضيقة من هنا أو هناك.
وعليكِ أن تسألي نفسك:ماذا ستقدمين للناس ووفق أي منهج؟!وبناءً عليه تصممين برامجك..فإن اخترتِ المنهج المحبب إلى نفسي وهو منهج التشدد والمحافظة على ملائكية المجتمع..ومنهج(جماعة أحب المتشددين ولست منهم) فإنني أقترح عليك بعض البرامج الرائعة التي تتوافق مع هذا المنهج القويم وتغيض بني ليبرال وبني علمان..وذلك كالتالي:
1- مهرجانات تكسير أدوات الموسيقى في الهواء الطلق.
2- كرنفال التوبة الذي يتضمن توبة الأطفال والمراهقين عن سماع المعازف..وما يتضمنه من وصلات بكاء وندم واغتسال من الآثام..وتسليم أشرطة المجون واستلام أشرطة صليل الصوارم.
3- رحلات سفاري عبر الجزيرة العربية لتكسير وتهشيم وتحطيم الأصنام والأزلام..وأقترح أن تكون البداية من مدائن صالح.
4- تشجيع الأنشطة المدرسية لإدخال البهجة إلى نفوس الناشئة..مثل زيارة المقابر..دورة التكفين..مهارات حفر اللحود..مهارات الدفن.
5- إقامة المخيمات الصيفية في مختلف مناطق المملكة..لتدريب الطلاب على القتال الميداني وحرب المدن وأساليب التفجير.
6- إقامة دورات مكثفة لأبنائنا عن الأساليب والمهارات التي تلزم لتكفير العامة والدهماء والشرق والغرب.
7- استقطاب المشائخ المشهورين لإلقاء محاضرات متنوعة عن القطبية والحزبية والولاء والبراء للأمة وللحاكمية وللخلافة باعتبارها هي المستقبل الذي يسعون إلى تحقيقه.
8- إقامة المحاضرات التي تهتم بحطب جهنم(النساء)لتعديل أوضاعهن وزيادة حجم الوعي في عقولهن الناقصة..مع التركيز على قضايا الحيض والنفساء والاغتسال والاستجمار ما أمكن.
9- بناء دور للأوبرا الإسلامية التي تعتمد في أدائها على (تنحواط)المنشد وما يخرج منه من أصوات أمامية وخلفية.
10- إنشاء مبان للمسارح العامة..مع التركيز على أن تكون ذكورية خالصة..أو نسائية خالصة..ويعزل بينها ما لا يقل عن حيين سكنيين..مع الحرص أن يقدم الممثلون في المسارح الذكورية دور الرجال والأطفال والنساء..وتقدم الممثلات في مسارحهن دور النساء والأطفال والذكور لكي لا يفهم العالم أننا مجتمع من دون مسرح أو أننا مجتمع من الشواذ لا سمح الله.
11- إقامة المعارض الفنية ومعارض التصوير لغير ذوات الأرواح ولغير المنحوتات.
12- استقطاب فرق السيرك العالمية الذكورية فقط وكذلك أندية الكرة الرجالية مع اقتصار العرض على الذكور وعدم نقل تلك العروض والمباريات على التلفاز لكي لا تفتن نساؤنا بفخوذ اللاعبين.
13- إقامة المسابقات والبرامج التنافسية بين المنشدين كبرنامج أفضل همهمة أو أفضل خنخنة أو أفضل (نحطة) وهكذا.
14- التنسيق مع البلديات لتقسيم كل شيء إلى مذكر ومؤنث كالأسواق والمطاعم والمستشفيات والحدائق والشوارع والأحياء تشجيعاً للسياحة.
15- زيادة حملات المناصحة للفنانين والكتاب والشعراء واللاعبين وخلافهم من الضالين..لتكون توبتهم عامل جذب للشباب وقدوة لهم للتوبة عن ضلالات الغناء والشعر واللعب..وكذلك استثمار المفحطين(والعربجيين) السابقين في برامج الدعوة للأحداث خصوصاً.
هذه نماذج فقط لبعض البرامج النوعية الطموحة التي تسعى لتحقيق رؤية المملكة 2030 بإذن الله.
وأخيراً..فإن مثل هذه البرامج النوعية ستدعو بدون شك سياح العالم الغربي الكافر البغيض إلى الابتعاد عنا وعن ديارنا..وستطرد المنحلين من أبنائنا إلى الخارج ليمارسوا فسوقهم وعصيانهم هناك..كما أنها ستكون عامل جذب لكل متشدد ومتنطع من أخواننا المسلمين.
*الصحيح إملائياً(هيأة)..ولكن كما قيل : خطأ شائع خير من صحيح مهمل.
صحيفة أنحاء
أضيف بتاريخ :2016/05/12