ابتسامات وزير التعليم
محمد العصيمي ..
إلى الآن ليس في أذهاننا عن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى سوى ابتساماته الرائعة التي يوزعها أينما حل أو رحل. وهي سابقة (وزارية) نسعد بها ونشد على يد الوزير ليتمسك بها؛ إذ إنه قلما ترى وزيرا مبتسما ومتفائلا إلى هذا الحد بالرغم من أن منظومة التعليم لدينا لا تبعث إلى الآن سوى على التكشير والتجهم أكثر من أي شيء آخر. لذلك نريد فعلا أن نعرف بالتفصيل الممل، ما الذي يجعل وزيرنا الفاضل يتفاءل كل هذا التفاؤل وما الذي يعدنا به، كوطن ومجتمع، في طريقنا إلى المستقبل ضمن رؤية 2030؟
المثل يقول: «ليالي العيد تبان من عصاريها» وعصاري وزير التعليم ليست، فيما نعلم إذ ربما لديه ما لا نعلم، دالة على عيد تعليمي سعيد. وليعذرنا معاليه في استحالة إدراك ما لا نعلم؛ باعتبار أننا لا نملك بلورة سحرية تخبرنا بما لديه من إستراتيجيات أو خطط تأخذ بالأسباب العلمية المعاصرة، إذ بدون هذه الأسباب وما تستدعيه من إجراءات ووسائل، ومعلمين مؤهلين بحق، لن نصل إلى شيء أيا كانت الابتسامات وأيا كان ما يليها من تصريحات أو اتفاقيات استشارية، محلية أو دولية.
وليس لدينا اعتراض البتة على هذه الاتفاقيات. كل ما نطلبه فقط ألا ينشغل الوزير عن ما هو أهم بالأقل أهمية. ليقبل الرؤوس كيفما شاء ويوقع من الاتفاقيات ما يشاء. وما بين هذه وتلك نريد منه إجابات محددة على هذه الأسئلة: هل راجعت الوزارة المناهج الحالية وماذا وجدت وما هو الفكر الذي سيسير الوزارة لتطوير هذه المناهج؟ وهل لديها إستراتيجية وخطط زمنية صارمة بحيث نحقق العام القادم كذا والذي يليه كذا إلى أن نصل إلى العام 2030؟ إلى أي مدى يعمل لتطوير كفاءات المعلمين والمعلمات ومتى سنقول إننا طورنا آخر معلم غير مؤهل؟ ماذا لديه للتخلص نهائيا من مباني المدارس الحكومية المستأجرة البائسة، بعد أن سمعنا مؤخرا أن إدارات التعليم بالمناطق ما زالت تبحث عن عشرات المباني لتستأجرها كمدارس؟ متى ستكون الحصص الفنية والرياضية في مدارس الأبناء والبنات في صميم العملية التعليمية بما يتماهى مع رؤيتنا الوطنية الجديدة؟ وهل ننتظر قريبا صدور نظام معياري للمدارس الخاصة بدلا من بقائها على قاعدة كيفما اتفق؟
كل هذه الأسئلة، وربما هناك الكثير غيرها، تبحث عن إجابات واضحة من معالي الوزير لكي لا نكتشف في نهاية المطاف أننا لم نحقق ما نصبو إليه بعد قدومه إلى الوزارة وتباشر الناس بهذا القدوم.
ما هو مطلوب منك يا دكتور في هذه المرحلة مختلف جدا ولا يمكن أن يقارن بما هو مطلوب ممن سبقوك من الوزراء. ولا أظن إلا أنك تدرك هذا وستخبرنا قريبا بما لديك لنطمئن على أجيال المملكة وسلامة مستقبلهم.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/05/25