خالد بن عبدالعزيز العتيبي ..

لا يمكن أن يجد أي مستثمر في السوق المالية السعودية تفسيراً واحداً في التأخر لرفع درجة الشفافية والإفصاح للصناديق الاستثمارية، لأن هذا الموضوع هو الموضوع الأهم الذي ينتظره المستثمرون في السوق المالية على أحر من الجمر، بل يمثل واحدة من ركائز الشفافية التي تحتاجها سوق المال.

تلك المقدمة أذكرها بعد صدور قرار اعتماد لائحة صناديق الاستثمار المعدلة قبل يومين، التي سوف يتم العمل فيها ابتداءً من يوم السادس من شهر صفر1438 الموافق 6نوفمبر2016م، وهي لائحة يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة التي من شأنها أن تكرس المزيد من الاستقرار لسوق المال، وفيها من الوضوح ما يهيئ بأن يكون لموادها مفعولاً على أداء الصناديق الاستثمارية.

لكن في الحقيقة أن مثل هذه اللائحة تحتاج إلى خطوة إيجابية تتعلق برفع الشفافية لهذه الصناديق، والكشف عن تحركها بيعاً وشراءً، وقد طالبت بمثل هذه الخطوة قبل أربعة أشهر، وكتبت موضحاً؛ أن ما يشغل المستثمرون وكل من يهتم بأمر السوق المالية هو الإمساك بالطريق الصحيح بما يدلهم على تفاصيل يومية بما تملكه تلك الصناديق، وأيضاً بتفاصيل يومية لتوجهاتها سواء كان ذلك بيعاً أو شراءً، وذلك لتكون الصورة واضحة أمام الجميع وليتمكن أيضاً كل من لديه تساؤلات حول تلك الصناديق من الاستدلال بما يتوفر لهم من مؤشرات حول إستراتيجية وأداء وأهداف الصناديق الاستثمارية، ولن يتمكن أحد من فهم تلك الإستراتيجيات إلا من خلال ما يظهر لهم من تفاصيل يومية للملكية مضافاً لها حركة البيع أو الشراء، وبما ستوفره لهم شفافية تحركها من كم كبير من المعلومات.

واليوم، أكرر ما كنت قد كتبته قبل أربعة أشهر في عدد هذه الصحيفة ذات التأثير الواسع رقم 17394 بأن إزالة الغموض عن تفاصيل الملكية اليومية للصناديق الاستثمارية في أسهم الشركات المساهمة السعودية -بما فيها حركة جميع الصناديق بيعاً وشراءً- ستحقق نوعاً من أنواع الشفافية، وستكون أداةً تُعزز من بناء الإفصاح والشفافية، وستستفيد منها سوق المال السعودية بكل تأكيد، وستنشر العدالة في الحصول على المعلومات للجميع، وستحد أيضاً من إثارة البلبلة التي تؤججها الشائعات حول إستراتيجية وتوجه ذلك الصندوق الاستثماري أو ذاك، سواء كان ذلك في البيع والضغط على المؤشر العام للسوق، أو في الشراء.

الكثير من المستثمرين يتساءلون:متى يزال الغموض عن تفاصيل الملكية اليومية للصناديق الاستثمارية؟ الإجابة لدى معالي رئيس هيئة السوق المالية الأستاذ محمد الجدعان الذي لاحظ الجميع منذ تعيينه أنه سعى ويسعى إلى كل ما من شأنه أن يصل بالسوق المالية إلى المستوى المأمول من الشفافية والإفصاح.

جريدة الرياض