عندما تصبح إسرائيل رئيسة مكافحة الإرهاب!
شريف قنديل ..
حتى لاننسى، وحتى لا يغضب منا بعض العرب! فإن الشابين الفلسطينيين اللذين قتلا أربعة إسرائيليين وأسمهما خالد محمد شحاته ومحمد أحمد موسى أحدهما الآن يموت، والآخر ميت لا محالة، فضلا عن هدم بيتهما وبيت جيرانهما وبيوت قريتهما!
وحتى لاننسى فإن شابين إسرائيليين اسمهما مناحم بيجين واسحق شامير شاركا في ذبح عشرات بل مئات الفلسطينيين.
وحتى لاننسى فإن شابين إسرائيليين اسمهما بنيامين نتنياهو وافيجدور ليبرمان ساهما في قتل وجرح آلاف الفلسطينيين!
وحتى لاننسى فإن قادة إسرائيل منذ بن جوريون وحتى الآن نفذوا أكثر من 34 مذبحة للفلسطينيين، بل أن شابا واحدا اسمه باروخ جولد شتاين قتل وحده 29 مصليا داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل!
ولماذا نذهب بعيدا؟ ففي سبتمبر عام 2000 قتل الشبان الإسرائيليون أكثر من 4 آلاف فلسطيني بينهم 400 طفل و207 نساء وفقا لتقارير أممية!
وبمناسبة الأممية، ولأن شرّ البلية ما يضحك، فقد رشّحت دول أوربية عدّة؛ إسرائيل، لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب وقضايا القانون الدولي التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة! ومن بين مهام اللجنة متابعة البروتوكولات الملحقة باتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين!
والحق أنني تمنّيت وأتمنى فوز إسرائيل بالمقعد الذي سيكويها نارًا وعارًا، كلما امتدت يد مندوبها الذي هو رئيس اللجنة نحو وثيقة واحدة أو عشرات الوثائق!
يقينًا سيكتشف رئيس لجنة مكافحة الإرهاب أن دولته رفضت التوقيع على اتفاقية جنيف الخاصة بمنع الإبادة الجماعية، وماذا عن اتفاقيات جنيف الأربع بشأن حماية ضحايا الحرب؟.
هل ستسمح إسرائيل في ضوء رئاستها بسفر 87 قيادة عسكرية إسرائيلية متورطة في جرائم حرب موثقة وممنوعة من دخول دول أوروبا؟
وماذا عن المادة 54 من اتفاقية جنيف التي تقضي بحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب؟.
وماذا عن المادة 53 التي تحظر مهاجمة أو تدمير أو تعطيل أماكن العبادة؟ وماذا عن المادة 18 من اتفاقية جنيف الخاصة بحماية المستشفيات والتي تكفل مرور المساعدات والملابس والأدوية؟.
أغلب الظن أن مندوب إسرائيل الذي سيتولى رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب -إن حدث ذلك- إما أنه سينتحر من هول ما يراه من جرائم إبادة ارتكبتها دولته! وإما أن يستيقظ العالم على خبر احتراق وثائق مكافحة الإرهاب والإبادة الجماعية وحقوق الإنسان داخل مقر الجمعية العامة!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/06/11