بريطانيا تغيّر وجه أوروبا والعالم
د. محمد عبدالله العبد الجادر ..
انتهى الاستفتاء التاريخي على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وكانت بريطانيا واسكتلندا وويلز وأيرلندا تحت وطئة حملة شبه انتخابية كبيرة طالت جميع فئات المجتمع المدني وجميع الفئات، وتنافس فيها السياسيون المؤيدون والمعارضون ودفعت النائبة الشابة بمجلس العموم البريطاني حياتها ثمن موقفها المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، وأعلن رئيس الوزراء كاميرون استقالته خلال أشهر بعد صدمة النتائج، وبالطبع فإن تبعات الخروج تحتاج فترة طويلة لكي تتضح آثارها، لكن العالم يتغير خصوصا الاتحاد الأوروبي الذي يعاني من اقتصادات دول الجنوب الضعيفة وأزمة اليونان وأزمة الهجرات المتنامية والتهديدات الإرهابية التي طالت المطارات والأماكن الحساسة في بروكسل وباريس.
استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي سيعزز النزعات القومية الانفصالية والقوى اليمنية في دول كبرى كفرنسا وألمانيا وسيعيد موضوع انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، ويعزز تشكل الخرائط الجديدة للعالم، المتغيّرات الاقتصادية ستظهر سريعا على العملة البريطانية التي انخفضت، وستتغير قوانين الهجرة البريطانية، بالنسبة إلينا فإن بريطانيا وبحكم العلاقات التاريخية فهي الأكثر فهماً للمنطقة؛ فإن انزواء المملكة المتحدة في شؤونها الداخلية في هذه الفترة، وفي ظل صراعات ضخمة في الشرق الأوسط، يضعف سياساتها ودورها، ويجعل المجتمع الدولي أمام تحديات ومتغيّرات قد يكون أثرها جليا في المستقبل القريب للعالم، خصوصا من يترقّب نتائج الانتخابات الأميركية وما قد يحدثه وصول المرشح الجمهوري في نوفمبر المقبل. خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد لا يقل أثره عن خروجها من المنطقة في ستينات وسبعينات القرن الماضي على العالم مع الفارق، وكل فراغ لا بد أن يُملأ.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/06/27