العلمانية الرومانسية!
عبدالله المزهر ..
العلمانية الرومانسية الحديثة مذهب جديد أريد ابتداعه لعلي أنقذ به كثيرا من الذين يقعون في فخ «الغرام السياسي» الذي غالبا ما ينتهي بالدخول في جدار مما يتسبب في إضرار يتناسب مدى قوتها وتأثيرها طرديا مع قوة «الهيام» السياسي .
ويعتمد مذهبي الجديد على فكرة بسيطة وسهلة على من سهلها الله عليه وهي فصل الحب عن السياسة.
ولعل الذي جعلني أستعجل الإعلان عن هذا المذهب هو الموقف المرتبك الذي وقع فيه بعض الأصدقاء بعد إعلان تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية. أنا وكثير من الأصدقاء معجبون بالرئيس العلماني المؤمن الطيب رجب إردوغان. والإعجاب بالساسة والسياسيين أمر لا ضير فيه ولا حرج، ولا يتسبب في أضرار جسيمة أو مواقف مربكة، لكن المشكلة ألا يتحول هذا الإعجاب إلى هيام وغرام، لأن هذا سيؤدي إلى أكبر مشكلة يقع فيها العاشقون على مر العصور، وهي أنهم يرون ذنوب الحبيب حسنات، ويجدون أن مهمتهم في الحياة هي «تبرير» ما لا يبرر وترقيع ما لا يمكن ترقيعه.
الحب أعمى والسياسة تحتاج المبصرين، ولذلك يبدو منظر العشاق مضحكا وهم يتحدثون في السياسة ويدافعون عن بعض القضايا.
وقد أوصاني شيخي ـ الذي لا أعرفه ـ وقال: إن ابتلاك الله بالسياسة فلا تتعلق بأحد ولا تؤيد الأشخاص ولكن كن صاحب مبدأ واضح تؤيد من اتبعه وتعارض من ابتعد عنه؛ حتى لا يبدو منظرك مضحكا والساسة «يجحفلونك» بتغيير مواقفهم وآرائهم.
وعلى أي حال..
في الحياة متسع لكل شيء، ويقول سياسي نسيت اسمه: بما أن السياسي لا يصدق نفسه أبدا وهو يتكلم، فإنه يفاجأ حين يصدقه الناس!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/06/29