تقرير خاص: المملكة #السعودية و #البحرين تشنان حربا على فريضة الخمس الشيعية بإيعاز #صهيو_أمريكي!!
بالتأكيد أن المتابع لأداء السلطات في بعض الدول الخليجية وبالتحديد في المملكة السعودية والبحرين يعرف تماما أن هناك ملاحظات بل انتهاكات كثيرة تسجل للحريات ولحقوق الإنسان، وصولا للتضييق على ممارسة الشعائر الدينية لكثيرين وبالأخص الشيعة.
فالممارسات التي يقوم بها على سبيل المثال النظام البحريني نجد فيها استهدافا واضحا لشريحة معينة من الشعب هم الشيعة، في هويتهم ومعتقداتهم بدءا من الصلاة وصولا إلى كل تفاصيل الشعائر الدينية، وعلى الرغم من أن السلطات البحرينية تستهدف كل من يعارضها من أي طائفة كان إلا أن الاستهداف الخاص للطائفة الشيعية يدعو للتساؤل حول الخلفيات الحقيقية لهذا الأمر لأن التدخل بات يشكل كل شي له علاقة بالممارسات الدينية، فالنظام هناك يريد إجراء المراقبة المسبقة واللاحقة على كل تفصيل أو شعيرة أو معتقد، فمن منع رجال الدين التدخل بالسياسة وصولا لمنع صلاة الجمعة والجماعة واستدعاء رجال الدين بالعشرات للتحقيق معهم مرورا بمصادرة أموال الخمس التي تعتبر من فروض العقيدة لدى الشيعة.
لماذا الخمس؟
وبشكل خاص يثير "منع الخمس أو مصادرة أموالها" من قبل السلطات البحرينية الكثير من التساؤلات، لان الخمس كفريضة ليس عملا مرتبطا بشكل مباشر بالسياسة إنما هو أمر يدعو الناس لدفع جزء من أموالهم وصرفها بحسب ما يريد الشرع، فالخمس، يعني دفع أرباح المكاسب والتجارات والصناعات والزراعات وغيرها من المكاسب إلى من يستحقها بحسب الحكم الشرعي، ويقسم إلى قسمين: سهم الإمام، سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل.
وما يلفت في مسألة استهداف أو مصادرة أموال الخمس أنه لا ينطبق فقط على البحرين إنما هو أيضا من الأمور التي تثار حولها الإشكاليات في المملكة السعودية، حيث يتم استدعاء بعض رجال الدين للتحقيق معهم من قبل أجهزة الأمن حول مسائل عديدة منها بشكل ظاهر مسألة الخمس وفي بعض الأحيان توجه التهم بغسيل وجمع الأموال والمقصود فيها حصرا الخمس، كما تشن حملة إعلامية يقوم بها بعض الكتاب والإعلاميين لتشويه صورة من يدفع الخمس أو من يقبضها، وخداع الرأي العام عبر التمليح أن مال الخمس يستخدم بشكل غير قانوني او للقيام بأفعال غير شرعية.
فلماذا تثار كل علامات الاستفهام هذه حول فريضة الخمس؟ فهل هذا من باب "النكد" السياسي للشيعة أم خوفا على أموال الشعب البحريني والسعودي من الشيعة؟ أم أن للأمر خلفيات أبعد وأخطر من ذلك؟ وما الذي يدفع سلطات سياسية أو أمنية للتدخل بهذا الأمر طالما أنه ينطلق من خلفيات دينية بحتة؟ وهل هذا يعني أنه في المستقبل قد نرى هذه السلطات ستتدخل في تفاصيل دينية أخرى لمنعها تحت حجج ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان؟ بالتأكيد أن القبول بمثل هذه الممارسات سيدفع بالناس إلى القيام بالعبادات التي تريدها السلطة السياسية أو المؤسسات الأمنية لا ما يريده الله تعالى، وسيؤدي إلى فتح الباب أمام تدخلات لامتناهية في العبادات والمعاملات وكل ما له علاقة بالدين بذرائع سياسية وأمنية واهية.
أمر عمليات أمريكي إسرائيلي؟!
حول كل ذلك أشارت مصادر خليجية مطلعة إلى أن "مسألة الخمس تتعلق بجزء منها بأموال تصل إلى المكاتب الشرعية للمراجع الدينية لدى الشيعة وتصبح ملكا لهذه المكاتب التي يحق لها التصرف بها كيفما تشاء وبأي شكل تريد باعتبار أنها أصبحت مالكة لها"، وتابعت أن "سلطات البحرين والسعودية تعتبر أن أجزاءًا من هذه الأموال تصل إلى فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين لتقوم باستخدامها بالشكل التي تراه مناسبا وشراء الأسلحة والعتاد التي تحتاجه لمواجهة العدو الإسرائيلي"، وأكدت أن "هذه السلطات لا تتصرف من نفسها في مجال مصادرة أموال الخمس إنما هي تقوم بذلك تنفيذا لأمر عمليات أمريكي إسرائيلي".
ولفتت المصادر إلى أن "الأمريكيين والإسرائيليين يعتقدون أن أموال الخمس التي كانت تصل من الخليجيين إلى المقاومة في لبنان وفلسطين ساهمت برفع قدرات وإمكانية هذه المقاومة في مواجهتها للعدو الإسرائيلي في تموز 2006 وفي غزة 2008 و2012 و2014"، وتابعت "لذلك طلب من الأنظمة الخليجية وبالأخص في البحرين والسعودية بملاحقة وتجفيف مصادر التمويل الخليجية للمقاومة"، وأضافت أنه "انطلاقا من كل ذلك يمكن فهم حقيقة ما يجري في البحرين والسعودية ولخدمة من ولصالح من كل ما يحصل فهو خدمة لعدو الأمة أي إسرائيل بشكل مباشر".
وعن الخلفيات الشرعية والدينية للخمس وكيفية صرفها، أوضحت المصادر أن "أموال الخمس في البحرين والسعودية تجمع وتصرف وفق مقررات المذهب الشيعي الاثنا عشري بمعنى أن المال يجمع بنسبة معينة من فائض أرباح ومكاسب المكلفين وذلك عبر وكلاء للخمس"، وتابعت "من ثم يصرف هذا المال في موارد محددة وفق الشرع والدين بمعنى أن جزء من المال يُنفق لسداد حاجات السادة من نسل نبينا محمد(ص) وجزء آخر يذهب للمرجع المقلد أو يصرف مباشرة للمنافع الخيرة في البلد الذي جمع فيه المال وذلك حسب تشخيص المرجع المقلد".
"الخمس".. وسد حاجات الناس وتسهيل أمورهم
ولفتت المصادر إلى أن "هذا النظام المالي للمذهب الشيعي أعطى المذهب قوة واستقلالية عن الأنظمة كما أعطى الفقهاء القدرة على تنمية الناس وسد حاجاتهم في الشؤون الحيوية المختلفة ومنها العلاج وقضاء الحاجات والتعليم الديني والأكاديمي وغير ذلك من موارد الصرف الراجحة شرعا"، وتابعت "نعم جزء من أموال الخمس يذهب لساحات الجهاد وعلى رأسها ساحة الجهاد ضد الصهاينة"، وأضافت "لذلك فمحاصرة فريضة الخمس من ضمن أسبابها هي الحرب الصهيونية على موارد القوة للشعوب المسلمة ولكنه ليس السبب الوحيد"، وأوضحت أن "الصهيونية والأنظمة الدكتاتورية العميلة لها يهدفون لتجفيف منابع القوة والاستقلال لدى الشعوب والجماعات لتكون تابعة لها ويسهل السيطرة عليها وإضعافها".
وهذا التفاهم والتعاون غير المعلن وغير المباشر بين السلطات السعودية والبحرينية مع الإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي هدفه هو التضييق على حركات المقاومة، ويمكن الاستدلال على هذا التلاقي عبر العديد من المشاهدات منها: التضييق المالي لكل من يرتبط بالمقاومة او يساهم بدعمها، وفي الإطار رُحّل العديد من العائلات اللبنانية وغير اللبنانية من الشيعة بشكل خاص من بعض الدول الخليجية بحجة أنهم ينتمون لبيئة المقاومة في لبنان أو يدعمون المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية، ومن صور التعاون غير المعلن المذكور أعلاه يمكن الإشارة إلى اللقاءات الثنائية أو الجماعية التي تحصل بين شخصيات أو وفود سعودية أو خليجية مع بعض الصهاينة بأشكال وعناوين مختلفة، والتي يعتبر حتى الآن أبرزها لقاءات الأمير السعودي تركي الفيصل واللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي مع الصهاينة في مناسبات عديدة.
أضيف بتاريخ :2016/08/17