التقارير

تقرير خاص: التطبيع المفضوح في #المنامة.. استفزاز خطير ورقص على الدماء العربية

 

 مالك ضاهر ..

أثارت زيارة الوفد اليهودي إلى البحرين الكثير من الأخذ والرد في الشارع البحريني خاصة والخليجي بشكل عام بل وفي كثير من الأوساط الإسلامية والعربية الشعبية في ظل غياب تام للأطر الرسمية سواء في البحرين أو في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث لم يصدر حتى اللحظة أي موقف رسمي معتبر يوضح أو يبين، ترحيبا أو استنكارا لما جرى، ما يفتح الباب أمام المزيد من البلبلة وعدم الوضوح في الرؤية حول حقيقة الزيارة وخلفياتها.

 

فهل الوفد الزائر هو فقط وفد يهودي أم أنه أكثر من ذلك هو وفد صهيوني وإسرائيلي؟ وهل هناك ما يمنع  من وصول وفد أمريكي الجنسية صهيوني الانتماء والأهواء إلى البحرين البلد العربي المسلم؟ ولكن كيف سمح لهذا الوفد أن يعبر في البحرين عن غاياته بهذه الطريقة العلنية الفجة التي استفزت مختلف الشرائح البحرينية والخليجية؟ ولماذا يسمح لبعض اليهود أن يقوموا بذلك وهل من رغبة لدى السلطات البحرينية لإعطاء الضوء الأخضر لهم للقيام بما فعلوه؟ أليس من الممكن أن يكون الوفد الصهيوني قد استدرج مستضيفيه وفعل ما فعل؟ أليس ممكنا أن يكون إعضاء الوفد الإسرائيلي قد استخدموا باسبورات أمريكية ودخلوا بحجة الاقتصاد والتجارة كي يفعلوا ما فعلوه لتوريط التجار البحارنة ومن خلفه النظام ليصبوا الزيت على الناس لإشعال المزيد من الفتن وإحداث الشرخ بين الشعب والنظام في البحرين؟ أليس ذلك ممكنا؟

 

"حباد" تدعو لذبح العرب.. كيف تستقبل في البحرين؟

فمَن صَوّر المشاهد هو بالتأكيد أعضاء من الوفد الإسرائيلي كي يقولوا للناس انظروا كيف نستقبل في البحرين وكيف يرقص معنا رجال أعمال يدعمهم النظام، ولكن أليس الأجدر أن تتحمل السلطات المعنية مسؤولياتها في هذا المجال؟ أليس من لديه القدرة على منع تجمع بسيط لأبناء الشعب البحريني هنا وهناك قادر على منع أو بالحد الأدنى متابعة ما يجري داخل منزل أحد التجار أو حتى في شوارع وأسواق البحرين حيث رقصت الرقصة اليهودية على أنغام الأغنية التي تروج لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، خاصة أن المعلومات تفيد أن أعضاء الوفد هم من حركة "حباد" الصهيونية المتطرفة التي تدعو لذبح العرب.

 

ومسؤولية النظام تزداد أكثر عندما يظهر وزير الإعلام البحريني في المجلس داخل منزل التاجر البحريني حيث يتم إشعال "الشمعدان" اليهودي وترقص رقصة "عيد الحانوكاه" الإسرائيلي، وهنا يمكن الإشارة إلى ما ورد في بعض الإعلام الإسرائيلي الذي تحدث "عن دهشة الضيوف من حجم الاستجابة لدى مضيفهم في البحرين للرقصة المعروفة بأنها ذات طابع ديني يهودي متطرف"، وذكرت أن "الحاخامات قدموا إلى البحرين بناء على دعوة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نفسه".

 

فهل ما جرى هو تطبيع من قبل النظام البحريني مع "إسرائيل" أم أنه مجرد خطأ وقع به أفراد؟ ولماذا لم يخرج أحد من المسؤولين البحرينيين لتوضيح ما جرى ولإزالة الشكوك وما يتم الحديث عنه في كثير وسائل الإعلام كما في الشارع البحريني والخليجي؟

 

استنكارات بالجملة..

حول ذلك استنكرت القوى السياسية في البحرين ما جرى، ودعا النائب السابق عن كتلة "الوفاق الإسلامي" المعارضة علي الأسود "السلطات البحرينية إلى اتخاذ الإجراءات الحكومية المناسبة والصارمة"، مشيرا إلى أن "خلاف ذلك يفهم على أنه موافقة".

 

كما استنكر نشطاء من البحرين وبعض دول الخليج(منها المملكة السعودية) على وسائل التواصل الاجتماعي، بشدة استقبال أحد التجار البحرينيين حاخامات ينتمون إلى حركة "حباد" المتطرفة في العاصمة المنامة، معبرين عن "رفضهم القاطع بأن تكون البحرين بوابة للتطبيع مع العدو الصهيوني"، مؤكدين "تبرأهم من جميع من ساهم ويساهم في التطبيع أو يحث على التعامل مع الصهاينة تحت أي مبرر"، كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا من ناشطين خليجيين يرفضون زيارة الوفد الصهيوني المتطرف للبحرين.

 

وفي سياق متصل، قال "علماء البحرين" في بيان لهم إن "ما جرى في البحرين من رقص على إرادة الشعب هو استفزاز خطير لا ينفصل عن مسلسل التطبيع مع العدو الصهيوني مهما حاولت السلطات التعمية على ذلك"، وأوضحوا أن "الأغراض المشؤومة مكشوفة ومفضوحة ولن يتحول العدو السفاح الدموي الغاصب لبلدان المسلمين والعرب إلى صديق أبدا ولن يجد له موطأ قدم في بلداننا ما دام فيها مسلم".

 

وبحسب مصادر بحرينية متابعة للملف فإن "كل أطياف الشعب البحريني من السنة والشيعة يرفضون وينددون بهذه الزيارة ويعتبرون أن النظام يوافق عليها وأنه لولا إرادة النظام لما تمت هذه الزيارة"، مشيرة إلى أن "وزير الإعلام البحريني كان حاضرا في اللقاء في منزل التاجر البحريني"، سائلة "بعد ذلك كيف سيقول النظام أنه لا شأن له بهذه الزيارة أو أنه لم يوافق عليها؟"، مذكرة أن "النظام البحريني سبق أن أعلن أنه لن يتردد في دعوة الكيان الصهيوني للمشاركة في المحافل الرياضية".

 

التطبيع.. على قدم وساق!!

وفي حديث خاص لها مع "خبير"، لفتت المصادر إلى أن "العلاقات بين النظام البحريني وكيان العدو تعود إلى العام 1994 حين زار يوسي ساريد وزير البيئة الإسرائيلي في حكومة إسحاق رابين العاصمة البحرينية المنامة على رأس وفد دبلوماسي رسمي كبير للمشاركة في المناقشات الإقليمية حول القضايا البيئية"، وأضافت أن "ساريد عقب عودته إلى تل أبيب تحدث في الكنيست الإسرائيلي عن تفاصيل الزيارة حيث قال إن الهدف الأساسي من الزيارة كان فتح خط اتصال مباشر بين إسرائيل والبحرين حتى نتمكن من تحقيق التفاهم المتبادل والعمل معا وإقامة علاقات بين بلدينا في نهاية المطاف".

 

ورأت المصادر أن "تطبيع النظام البحريني مع إسرائيل يسير على قدم وساق وبشكل خفي منذ سنوات عدة"، وأوضحت أن "هذا التطبيع يراد له أن ينحى إلى المظاهر العلنية مستغلا انشغال الناس بهموم الساحة المحلية وممارسات السلطة"، واعتبرت أن "هذا التطبيع العلني الآن هو جزء من الضريبة التي يتوجب على النظام في المنامة دفعها مقابل الدعم الإسرائيلي وبرامج التجسس الإسرائيلية والحماية الأمريكية والبريطانية للنظام"، وتوقعت أن "الشعب بجميع مكوناته سيقاوم برنامج التطبيع مع العدو الأول للأمة".

 

يبقى أن تعاطي السلطات البحرينية مع هذه الزيارة توج سلسلة من الأخطاء التي تضاف إلى سجله خاصة في الملف الداخلي، فسكوت النظام يفسر موافقة على ما يجري، والأولى للنظام إصدار موقف لتوضيح حقيقة الزيارة وما جرى وإلا سيبقى الباب مفتوحا على مصراعيه والاتهام سيبقى موجها للسلطات بتورطها باستقبال هذا الوفد.

أضيف بتاريخ :2016/12/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد