تقرير خاص: لقاء ’ #ليفني– #الفيصل’.. مبادرة فردية أم حوار رسمي؟
من جديد الأمير تركي الفيصل إلى الواجهة ومن بوابة اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين بالتحديد، حيث نشرت وزيرة خارجية الاحتلال السابقة تسيفي ليفني صورة لها على موقع "توتير" على شبكة الانترنت تجمعها بالفيصل على هامش مؤتمر "دافوس" الاقتصادي.
الفيصل الذي لا يبدو أنه بصدد التراجع عن مواقفه الداعمة للتلاقي مع الإسرائيليين أو التخفيف منها فهو يتحين الفرص للخروج إلى العلن بصور أو بمشاهد مصورة تجمعه بالصهاينة، وهذا ما يرجح إمكانية حصول لقاءات كهذه في الكواليس ولا يقتصر الأمر على اللقاءات العلنية أو تلك التي تحصل على هامش المؤتمرات، فإذا كانت مواقف الرجل في العلن بهذه "الجرأة" والانفتاح على عدو الأمة، فكيف يمكن أن تكون في الخفاء؟ أليس الأمر يدعو للتساؤل والريبة؟
عن جدوى اللقاء بين ليفني والفيصل؟
واللافت أن ليفني كتبت على صفحتها على موقع "توتير" أن الصورة كانت مع الفيصل بعد مشاركته في محادثات عن "المنطقة وعملية السلام"، مع وزير الخارجية الأردنية ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني، أي أن الرجل كان يشارك في مفاوضات أو محادثات حول "السلام" مع العدو، ولو كانت هذه المحادثات لا تأخذ الطابع الرسمي باعتبار أن ليفني والفيصل ليس لهما اليوم أي منصب رسمي معلن، إلا أن مثل هذه المحادثات بالحد الأدنى تمثل خدمات مجانية للعدو وتقدم الأفكار والطروحات حول ما يسمى "السلام" مع العدو، كما أنها قد تفتح قنوات اتصال جديدة لهذا العدو كي يتغلغل أكثر وأكثر للتطبيع مع الدول والمجتمعات العربية والإسلامية.
كما تجدر الإشارة إلى أن الفيصل كان قد أجرى مقابلة مصورة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تشرين أول/ أكتوبر من العام 2015، وسبق أن التقى مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين، كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليفني قولها إن الفيصل سألها عن سبب عدم اعتماد "إسرائيل" مبادرة السلام التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وأضافت وسائل الإعلام أن "الفيصل تمنى أن تساهم ليفني في تليين مواقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو"، ومن المعلوم أن نتاينياهو يرفض المبادرة السعودية التي قدمها الملك عبدالله في قمة بيروت في العام 2004.
جاسوسة مقابل رئيس استخبارات..
وبالمناسبة تحدث "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" أنّ "خروج العلاقات السعوديّة -الإسرائيليّة إلى العلن يُعتبر من أهّم الأحداث التي شهدها العام الماضي 2016 والتي جرت خلالها لقاءات علنيّة بين مسؤولين إسرائيليين كبار وبين مسؤولين سعوديين سابقين من العائلة المالكة مثل الأمير تركي الفيصل والجنرال المُتقاعد أنور عشقي.."، وها هو الفيصل يفتتح العام 2017 بمواصلة هذه اللقاءات، فهل سيحمل هذا العام مزيدا من المفاجأت على صعيد العلاقات السعودية الإسرائيلية التي تحدث عنها "معهد واشنطن" أم أن الأمر سيبقى في إطار لقاءات الثنائي "الفيصل – عشقي" مع الإسرائيليين؟
هذا وقد سبق للأمير الفيصل أن كال المديح على ليفني في أحد مؤتمرات الأمن في ألمانيا أمام الجمهور في الجلسة مفتوحة، حيث قال "أنا أدرك لماذا تفاوضين عن إسرائيل"، فردّت ليفني على ثناء الفيصل بالقول "أتمنّى لو كان يمكن أن تجلس معي على المنصة ونتحدث عن ذلك".
والجدير ذكره أن ليفني كانت من عملاء الموساد الإسرائيلي وعملت لهذا الجهاز في أوروبا في ثمانينات العام الماضي وبالتحديد بهدف استهداف قادة منظمة التحرير الفلسطينية، فهذه المرأة لا تتحرك من عبث ولا برغبات شخصية أو عفوية في كثير من الأحيان، بل قد تكون كل تحركاتها مدروسة للإيقاع بشخصيات عربية فاعلة أو وازنة بهدف تمرير مخططات أو مشاريع معينة، وهنا أيضا لا بدّ من الانتباه أن من التقى ليفني أي "تركي الفيصل" هو أيضا رجل مخابرات بل كان رئيس الاستخبارات السعودية، ما يعني أنه مع هذا الطرف أيضا هناك أمكانية أن تكون كل تحركاته مدروسة ولتحقيق غايات معينة؟ فما هي هذه الغايات وبأي خانة تصب؟ وما الأهداف المنشودة؟ هل الهدف تحقيق مصلحة الأمة العربية أو الإسلامية أم الهدف تحقيق مصلحة سعودية خاصة؟ من المفترض أن الرجل يسعى دائما لتحقيق مصلحة بلاده، لما له من ثقل سعودي كأحد أعضاء العائلة الحاكمة البارزين وكمسؤول رسمي سابق وهنا يأتي السؤال البديهي: أي مصلحة سعودية يحققها الأمير تركي الفيصل خلال لقائه الصهاينة؟ وهل هو ينفع أو يضر المملكة السعودية بذلك؟ والأهم من كل ذلك لماذا لم تتحرك في السابق ولا حتى اليوم أي جهة رسمية سعودية لمساءلة الفيصل عما يقوم به في هذا الإطار؟ فهل القيادة السعودية راضية عما يقوم به الرجل؟ وإن لم تكن راضية فلماذا كل هذا الصمت حيال ذلك؟ وكيف يمكن وكيف يجب تفسير هذا الصمت؟ أليس الصمت في معرض الحاجة قبول وموافقة؟
ليس الأول من نوعه..
وهنا لا بد من الإشارة لما ذكرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الفيصل لم يتردد في التقاط الصور مع ليفني، وأنه بعد التقاط الصور معها همس في أذن مصور الصحيفة قائلا إن "اللقاء مع ليفني ليس الأول من نوعه"، مضيفا "أن شاء الله نتمكن من دفع السلام"، وأشارت الصحيفة إلى أن "إشارات إيجابية قدمتها جهات سعودية اتجاه "إسرائيل" ولم يعد يخشى ممثلوها من الظهور في العلن برفقة إسرائيليين".
ولفتت "معاريف" إلى أن "اللقاء يأتي ضمن إطار ثابت تحت غطاء مؤتمر دافوس وبمشاركة رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين وعرب وهو يعقد كلقاء خاص سري مغلق"، وأشارت نقلا عن مصادر إلى أنه "فقط على هذا الشكل من الممكن إجراء حوار عربي إسرائيلي".
أضيف بتاريخ :2017/01/24