سحر صالح ..

اختتمت أمس فعاليات معرض الكتاب الدولي بالرياض الذي افتتح الأربعاء الماضي تحت شعار "الكتاب.. رؤية و تحول"،  وخلف هذا الشعار كانت الرؤية التي تفرض سيطرتها وتمجد صاحب السلطة، وتقصي "الآخر" الشريك في الوطن بل تعلن حربا عنصرية عليه.. وكان لافتا التمجيد و الترويج لـ"رؤية ٢٠٣٠" حتى في شعار المعرض و فواتير البيع ..

تنوعت الفعاليات المصاحبة للمعرض التي صاحب بعضها الرقص و الغناء، فيما يقوم رجال "المطاوعة" بالتجول في أنحاء المعرض.. معبرة عن الانفصام الذي تمارسه المملكة في سياستها.. بين ادعاء تطبيق الشريعة الإسلامية وما يمرر من ثقافة مخالفة لها..

وبلغ عدد المشاركين بمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام 550 جهة، بين دور نشر ومؤسسات وهيئات ووزارات، من بين 1500 جهة تقدمت بطلب المشاركة، و من بين دور النشر ٢٢٤ دار نشر خليجية.. بحسب ماورد في الموقع الإلكتروني للمعرض.

بدا لافتا عند دخول المعرض الحرب الطائفية الشرسة ضد المكون "الشيعي" في المملكة الذي يتركز في المنطقة الشرقية والذي يعيش التهميش أصلا والإقصاء وحاليا كما في فترات سابقة القمع والقهر والتشريد والتضييق في أسباب الرزق..

عدة مراكز و دور منها على سبيل المثال لا الحصر "مركز البيان للبحوث و الدراسات" ،"مكتبة الرضوان"، "دار الكلمة" أخذت على عاتقها نشر وبيع وتوزيع كتب الإساءة و التحريض ضد المذهب الشيعي..

ويرافق هذه الحرب و بموازاتها هجمة ضدّ المحور المقاوم في المنطقة ممثلا بإيران التي يُتهم شيعة المملكة دائمًا بأنهم يتبعون أجندات تابعة له و المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله".. وأبرز المراكز التي خصصت و تصدت للتحريض ضد إيران "مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية" الذي كانت له عدة إصدارات باللغتين العربية و الإنجليزية منها "الخميني في فرنسا"، "دور إيران في المرحلة البالستية باليمن"، "Nawrus: a signal of khameni's final battle beginning"..

و في حين خلا المعرض تقريبًا من أي كتاب يخص المذهب الشيعي تمتلئ دور النشر الموجودة فيه بالكتب من التوجهات الفكرية و الدينية المختلفة، وبدا لافتا وجود مذكرات لقادة صهاينة في أكثر من دار نشر ..

تم الترويج في المعرض لشيطنة الشيعة بشكل عام و تصوير مذهبهم كخطر موجه ضد الدين الإسلامي  تحت عناوين متعددة منها"التشيع مذهب إسلامي أم تنظيم سياسي"، "مخاطر طقوس عاشوراء" نشر مكتبة الرضوان، "إذهبوا فأنتم الرافضة" دار الإيمان، في حين لانرى هذه الهجمة ضد الاحتلال الصهيوني الذي بدت آثار التطبيع معه جلية في المعرض..

عشرات الكتب بيعت و بعضها تم توزيعه مجانا لتحذير المسلمين من خطر "الشيعة" المسلمين ولَم يروج لكتاب واحد يحذرهم من خطر الصهيونية أو يهاجم المشروع الصهيوني!..