تقرير خاص: #أمجد_معيبد ’’صرخة رأي’’ أعدمها سيف الجلاد
وردة علي ..
هنا في المملكة السعودية لا مجال مفتوح أمام حرية الرأي ولا التعبير حتى بأبسط الطرق المتاحة في كل دول العالم، ولا خيار أمام المواطن يسلكه في ظل الحكم بالنار أو قطع الرأس، إلا الصمت.. غير أن الأبطال والتاريخ يشهد بأنهم تحدوا السجان فكان زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص.
أمجد ناجي حسن آل معيبد..
أمجد معيبد من سكان جزيرة تاروت، بالقطيف شرق السعودية، وُلد 8/ 8/ 1413هجري، لديه عدد من الإخوة من أبيه، لكنه وحيد أمه.. طالب في الكلية التقنية بالقطيف.
شارك المعيبد كغيره من شباب المنطقة الشرقية بالمسيرات السلمية التي شهدتها المنطقة مع ما يُسمى "بالربيع العربي"، طالب فيها بحقوق مشروعة تقرها القوانين الدولية والسنن الإلهية، لم يكن من جرم قد أرتكبه غير الصوت الذي رفعه برفع التمييز الطائفي، والإفراج عن سجناء الرأي، وحل قضايا اجتماعية من بينها الفقر والبطالة.
طريقة الاعتقال ومخالفة القانون..
بتاريخ 8/ 8/ 1434هـ، اختطفته سلطات الأمن السعودية، من مركز للمواد الغذائية، حيث عمدت للتطويق المركز واختطافه، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، دون علم أهله، في طريقة مخالفة للقانون، وبعد أسبوع سمح له بالاتصال بعائلته، أخبرهم حينها بأنه موجود لدى المباحث العامة، حيث كانت مدة الاتصال لا تتجاوز الدقيقتين، ليعود الانقطاع عنهم لمدة ثلاث أشهر و نصف، وسُمح له بعدها بالاتصال وفتحت لهم الزيارة.
في أول زيارة له التقى فيها بعائلته، كان نحيل الجسم من شدة التعذيب في السجن الانفرادي، حاولت عائلته معرفة عما تعرض له من تعذيب، حيث كنت أثار التعذيب واضحة، وكان متعبا جدا، إلا أنه كان يقول: "الحمد لله رب العالمين" ويصبر نفسه وعائلته، رغم رؤيتهم أثار التعذيب واللسع بالكهرباء في يديه، وعدم استقامة رجليه، كان كل شيء في جسده يحكي عما تعرض له من تعذيب، إلا أن لسانه لم ينطق بغير الشكر والحمد.
بعد 8 أشهر حُولت معاملته إلى المحكمة الجزائية بالرياض و كانت أول جلسة محاكمة، حيث سُلمت لائحة الادعاء والاتهام عليه من قبل المحكمة الجزائية بالرياض وكانت الاتهامات كبيرة وباطلة وقد جرى التوقيع على لائحة الاتهام وهو في فترة التعذيب في السجن الانفرادي، وتم تهديده في فترة التحقيق، حتى أجبر بالتوقيع على الاتهامات الواردة عليه.
لم يتم إحضاره في فترة توقيع لائحة الاتهام المنسوبة إليه إلى المحكمة بل كان في السجن، ليُفاجئ بأن من ضمن التهم المنسوبة إليه بأنه يتبع منظمة إرهابية، بالإضافة إلى تهمة إثارة الشغب والخروج على ولي الأمر، وغيرها من التهم، حيث جرت جلسات المحاكمة ما بين محكمة الرياض ومحكمة جدة الجزائية.
محامي أمجد آل معيبد.. يوجه رسالة إلى الملك سلمان..
كانت صحيفة "خبير" الإلكترونية قد انفردت بنشر رسالة إلى الملك السعودي سلمان، للنظر في قضية أمجد آل معيبد، من قبل المحامي إلا أنها لم تلق أي اهتمام من قبل الملك ولا أي أمير أو مسؤول.
و فندت الرسالة مخالفة الحكم للشريعة الإسلامية سواء فيما يتعلق بالأحكام المنصوص عليها شرعا أو تلك المستمدة من الشريعة السمحاء، وأوضحت الرسالة الحكم الشرعي لمن يؤكد تعرضه للإكراه كي يقر باعترافات معينة، ما يوجب إبطال ما سبق أن اعترف به طالما تمسك بتعرضه لهذا الإكراه وحلف اليمين، وبالعودة إلى مضمون دعوى "أمجد معيبد" فإنه أقرَّ بأمور لم يرتكبها نتيجة تعرضه للإكراه وهو قد أفصح عن ذلك للمحكمة مصدرة الحكم، التي كان يجب عليها تحليفه اليمين وإسقاط اعترافاته وهذا ما لم يحصل واقعا، ما يعني أن الدعوى خالفت أحكام الشريعة ما يستوجب إبطال الحكم الصادر عنها، بالإضافة أن المحكوم عليه أمجد قد حرم حق الدفاع عن النفس خاصة لجهة رفض طلبه بالمواجهة مع المحققين الذين انتزعوا أقواله واعترافاته بالقوة والإكراه والتعذيب، ما يحتم أيضا إبطال الحكم لمخالفته حقا تنص عليه الشريعة الإسلامية وكل الأعراف والقوانين الدولية والوطنية ألا وهو حق الدفاع عن النفس.
والرسالة ذهبت أبعد من المسائل الإجرائية وتلك المتعلقة بحق الدفاع عن النفس أمام القضاء، لإظهار أن المحكمة مصدرة القرار قد خالفت الشريعة في إعطاء الوقائع المنسوبة لأمجد الوصف القانوني والشرعي الصحيح، فالمحكمة اعتبرت أن الأفعال -والتي نفاها أمجد جملة وتفصيلا- أي الخروج بمظاهرة هو "مكابرة ومجاهرة لولي الأمر والخروج عن طاعته وإسقاط لهيبة سلطانه ما أدى إلى إلحاق الفوضى والضرر بالمجتمع والأفراد"، وشرحت الرسالة كيف أن أركان هذه الجرائم المنصوص عليها في الحكم غير متوافرة أصلا في الأفعال التي نسبت لأمجد مع التأكيد أنه أصلا لم يرتكبها وقد أبلغ المحكمة بذلك.
السلطات السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق الشاب أمجد وثلاثة آخرين..
مساء يوم أمس الثلاثاء 11يوليو 2017، الموافق 17 شوال 1438هـ، أقدمت السلطات السعودية على تنفيذ حكم الإعدام بحق أمجد آل معيبد وثلاثة آخرين، ونشرت الداخلية بيانا أذاعته وسائل الإعلام الرسمية في الساعة السادسة بأنه تم تنفيذ حكم القتل تعزيرا في أربعة وصفتهم بالجناة.
منظمة القسط المستقلة.. رغم الاعتراف تحت التعذيب المحكمة نفذت الحكم..
بدورها قالت منظمة القسط المستقلة لدعم حقوق الإنسان في السعودية، في تغريدة لها على موقع تويتر، أن إعدام الأربعة تم تعزيرا وليس قصاصا، وأكدت بقول: أن أحدهم على الأقل قال للمحكمة أنه اعترف تحت التعذيب، إلا أن المحكمة مضت قدما في الحكم.
أضيف بتاريخ :2017/07/12