تقرير خاص: الشهيد #لطفي_الحبيب دخل السجن موقوفاً وخرج جنازة محمولة!
وردة علي..
إنها مملكة القمع و الصمت، مملكة التعذيب خلف القضبان ومملكة القهر وغياب حقوق الإنسان..
إن لم تكن ممن تعرف أو يعرف مُسبقا عن الوضع الإنساني في مملكة القمع، يمكنك تصفح وسائل الإعلام الأجنبية، أو المنظمات الحقوقية لتكتشف المملكة التي تزعم الإصلاح والتطور أين تُخفي المدافعين عن الحقوق والمُطالبين بالإصلاح، فضلا عن الأجساد التي تُحتجز لساعات في التحقيق لِيُعلن عن رحيلها الأبدي وسط صمت مطبق.
منذ أن تسلم الملك سلمان وأبنه أمير التهور والإفلاس، مقاليد الحكم، والمملكة التي تسعى لإظهار صورة الحضارة والتطور و مواكبة العصر و الانفتاح، في حالة من التراجع الأسوأ مما كان عليه في سجل الحقوق، بل على جميع الأصعدة.
في مملكة إلا إنسانية يُقتل الشعب في الطرقات أو في المعتقلات، بدم بارد دون أن ينطق أحد ببنت شفه، خوفا من بطش السلطة و وحشيتها، كهذا الشهيد الذي استشهد خلال هذا الأسبوع بعد أن اصطدمت به سيارة تابعة للأمن، ومن ثم قادته لمركز شرطة تاروت، لينتشر بعدها خبر استشهاده.
*لطفي الحبيب شهيد غيبه الخوف والصمت..
قبل عدة أيام انتشر خبر على استحياء بين الأهالي، مفاده بأن شابا من أهالي بلدة سنابس بجزيرة تاروت بالقطيف، اصطدمت به سيارة للشرطة، وتم أخذه معهم سليم مُعافى إلى التوقيف، إلا أن الخبر لم يقف إلى هذا الحد بل تتابع بأن الشاب استشهد نتيجة التعذيب في التوقيف.
قبل تشييع الشهيد، حاولت صحيفة خبير التواصل مع الأهالي، ومعرفة تفاصيل أكثر عن الحادث و عن الشهيد، إلا أن التكتم الشديد حال دون معرفة المزيد من المعلومات، وسواء كان التكتم بسبب خوف الأهالي و وحشية السلطة، فقد نجحت السلطة في قمعها و تكميم الأفواه.
*الصمت على القمع و الوحشية بمثابة ضوء أخضر لممارسة قمع أكبر..
استخدمت السلطة مؤخرا بعد عمليات الإعدام التي نفذتها بحق النشطاء، من أصحاب الرأي، وتحديدا بعد إعدام الشيخ الشهيد "نمر باقر النمر"، الذي كان يمثل محور النضال والمطالبة بالحقوق، ورفض الاستبداد، أسلوب الترهيب والتهديد بأن الحديث عن المعتقل يُضاعف من تعرضه للتعذيب مثلا، و إطالة مدة سجنه، و يُعرض أهله للمحاسبة والتحقيق، أو المواصلة في المطالبة بالحقوق ليس لها خاتمة الإعدام أو النسيان خلف قضبان الحديد بعد إذاقة أنواع من التعذيب الجسدي والنفسي.
الأحكام القاسية التي اتخذتها السلطة ضد أصحاب الرأي، والحقوقيين، فضلا عن ممارسة التعذيب بحقهم، وتنفيذ أحكام الإعدام، جعلت السيف مسلط على حياة الناس، وخشية من أن يطالهم البطش، أو ممن أصابهم بطش السلطة مباشرة كترويع الأهالي بالمداهمات الليلية للمنازل، و الاختطاف من المنازل، واستخدام الرصاص المباشر، كلها أمور ساعدت في صمت الأهالي والخشية من سيف الجلاد.
لكن مراقبون وناشطون في حقوق الإنسان يرون بأن عدم صمت الأهالي، والحديث لوسائل الإعلام الأجنبية منها خاصة، يُساهم في خدمة المعتقل، و يصل رسالة إلى المنظمات الحقوقية العالمية لمعرفة ما يجري بالداخل.
*اليوم الثالث من التوقيف "لقد انتحر ابنك"...!!
ذكرت مصادر محلية بأن "عبد اللطيف الحبيب" والد الشاب الشهيد، تلقى في اليوم الثالث من التوقيف اتصالاً هاتفياً من شرطة تاروت يطالبه بالحضور لاستلام ابنه، وعند وصوله تلقاه الضابط المناوب بقوله: "لقد انتحر ابنك".
مُطالبا إياه التوقيع على محضر الانتحار حتى يتم الانتهاء من إجراءات التسليم..
**مُمارسة الضغط والتهديد على والد الشهيد..
رفض والد الشهيد أن يوقع إقراراً بانتحار ابنه، و بدورها رفضت السلطات تسليم الجثمان إلى ذويه مالم يتم التوقيع.. لينتهي الأمر بانتزاع التوقيع بالقوة قبل أن تسلم جثمان الضحية!
*شهداء تحت التعذيب في ساعات قليلة من التوقيف..
لم يكن الشهيد "لطفي الحبيب" هو الأول الذي يُقتل في التوقيف، بل سبقه الشهيدين في شرطة تاروت، الشهيد "جابر العقيلي"، و "نزار أحمد حسين آل محسن"، بالإضافة إلى الشهيد "مكي علي العريض" الذي استشهد في مركز شرطة العوامية شمال محافظة القطيف، وغيرهم...
**الناشط الحقوقي "علي آل غراش" تساءل قائلا: ما تلك الخدمات المميزة ذات 5 نجوم التي تقدمها السجون وتؤدي لوفاة الموقوفين كـ لطفي الحبيب والنزلاء المعتقلين كالشهيد بشير جعفر المطلق ؟.
مُضيفا: من حق أهالي معتقلين الرأي الشعور بالقلق لابد من إنقاذ بقية المعتقلين، يكفي اعتقال وتعذيب وقتل. الوطن يتسع للجميع وهو أمانة.
وتابع الغراش في تغريداته على موقع تويتر: ترتكب ممارسات فظيعة جدا في مراكز الشرطة والسجون ضد المواطنين والمقيمين تؤدي إلى الموت كما حدث مع الشاب لطفي الحبيب الذي مات في مركز شرطة تاروت المركز الأمني الذي مات فيه عدد من الموقوفين من شدة التعذيب الوحشي فيه. لماذا قالت السلطة إنه انتحر ومنعت تصويره؟. هل على جسده أثار تعذيب؟
وشدد بقوله: سجون مملكة الإنسانية تقدم خدمات مميزة!؟. إنها وجبات .. وحشية تؤدي للموت السريع أو الإعاقة!!. ومن الضحايا لتلك الخدمات القاتلة الشهيد بشير جعفر المطلق وقبله لائحة طويلة من الشهداء: مكي العريض و حبيب الشويخات و محمد الحساوي وغيرهم أثار خدمات التعذيب موثقة بالصور. يكفي دم وقتل.
وترك آل غراش سلسلة من الاستفهامات منها: الجهات الأمنية تشير بأن لطفي الحبيب قد انتحر بعد توقيفه بسبب حادث مروري!. لماذا ينتحر لذلك السبب؟ ولماذا الحكومة لم تسلم جثته إلا بتعهد ومنعت تصويره وإشرافها على دفنه!؟ هل قتل كبقية من ماتوا في السجون بسبب التعذيب الوحشي بينما قالت السلطات سبب وفاتهم سكتة قلبية كـ بشير المطلق ؟!.
وبالعودة إلى مملكة القتل، فأن الشهيد "لطفي الحبيب" شهيد قد تمت تصفيته، وإعدامه بالتعذيب، لا فرق بين أن يُعدم أصحاب الرأي بالسيف وبين أن يُقتل شاب آخر بالتعذيب الوحشي..
تقول سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في بيان لها يوم الأربعاء الماضي: "كل إعدام مروع لكن السعي إلى إعدام نشطاء مثل إسراء الغمغام، وغير متهمين حتى بأعمال عنف، أمر فظيع".
ماذا لو وصل خبر الشهيد "لطفي الحبيب" إلى سارة ليا ويتسن، هل ستستشعر فظاعة بأكثر من هذا؟؟ وهل سيطرق الشهيد الحبيب آذان المنظمات الحقوقية ؟
أم أن بطش السلطة السعودية و أموالها سيُسكت العالم ويصم آذانهم؟!!
أضيف بتاريخ :2018/09/02