تقرير خاص: في سوق #النفط.. #السعودية و #أمريكا تخسران ورقة الرهان على النفط الإيراني
محمد الفرج
"موعدنا مع نوفمبر".. السامع لهذا العبارة من رئيس أقوى دولة في العالم، يظن أنه يعد العالم بشيء إيجابي نوعاً ما، إلا أن ترامب، كان يضع في طيات العبارة هذه تهديد وتوعد وشماتة لا أكثر.
هذه الجملة الأمريكية، التي انتشرت بعد وقت قصير من دخول إعادة العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، في تغريدة كتبها ترامب كعادته حينما يطلق قرار عبثي، كان الهدف منح الإشارة إلى أن العقوبات على إيران "ستصل في نوفمبر إلى مستوى أعلى".
اللافت، أن الإدارة الأمريكية اختارت يوم الرابع من نوفمبر لقطع الطريق أمام النفط الإيراني إلى الأسواق الدولية، وهو الموعد الذي يصادف ذكرى إحدى أكبر الأزمات التي مرت بها الولايات المتحدة مع إيران وهو ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، ويبدو أن الرئيس الأمريكي أراد أن يصفي، إضافة إلى "حساباته" الحالية مع الحكومة الإيرانية، "الحسابات"الأمريكية السابقة، وخاصة المتعلقة بملف الرهائن، وينتقم مما حصل قبل 39 عاما لسفارة بلاده في طهران، وذلك بقطع شريان النفط عن الإيرانيين، وانتظار موعد "القطاف" النهائي.
وفعلاً، كان مابعد 4 نوفمبر بالنسبة لإيران أفضل من قبله، حيث أثبتت الدولة النووية من جديد جدارتها أمام كل من أمريكا والسعودية اللتان تحاولان أن تحارباها بإنتاج النفط، حيث أعلنت المملكة السعودية عن تخفيض إنتاجها اليومي من النفط بـ500 ألف برميل انطلاقا من شهر كانون الأول/ديسمبر، وكما وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخفض الإنتاج الخام، بأنه "فشل جديد" لسياسات الولايات المتحدة، التي تتسم بـ"التدخل في شؤون الآخرين".
وبعبارة أخرى، أصبح ترامب رهينة لدى السعودية وعدد من المنتجين للنفط، عندما ادعوا بأنهم يستطيعون التعويض عن الـ 2.5 مليون برميل يومياً من الصادرات الإيرانية، وشجعوه على اتخاذ تدابير ضد إيران، إذاً، السعودية وشركاءها وضعوا الرئيس ترامب في موقف محرج عندما أعلن عن سعيه إلى الحد من الإيرادات النفطية الإيرانية، وتقليصها إلى حد الصفر، وحث دولاً أخرى على التخلي عن شراء النفط الإيراني.
وطبعاً فشلت جهود الأمريكيين الرامية إلى التدخل في شؤون منظمة أوبك والحيلولة دون الاعتدال في مجال توزيع النفط، ولحسن الحظ ومن خلال مقاومة الدول الأعضاء، باءت مخططات هؤلاء بالفشل، وما كان من أمريكا والسعودية اللتان راهنتا على إنتاج النفط الإيراني، إلا أن يشاهدا فشل رهنهما وعلى الملأ.
فرغم العقوبات الأمريكية على إيران، وحظر تصدير النفط الإيراني، ازداد حجم الإنتاج النفطي وتلاه تباعاً حجم التصدير لدول أفريقيا وأوروبا، وروسيا وحدها كانت تستورد من طهران 3 ملايين برميل شهرياً، في وقت أعلنت فيه السعودية عن خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، وهنا يسجل على السعودية فشل جديد أمام إيران، فالأخيرة التي عليها عقوبات أمريكية لم تخفض إنتاجها النفطي بينما السعودية خفضته وتسببت بإحراج نفسها وإحراج ترامب في الوقت نفسه.
أضيف بتاريخ :2018/12/12