#تقرير_خاص: #رؤية_٢٠٣٠.. فشل إدارة الأزمات يقابله براعة تطوير "المافيات"
أثبتت حادثة "فتاة تايلند" وما تبعها من تفاصيل ومجريات، فشل المملكة في إدارة الأزمات التي تعصف بها فشلاً ذريعا وسوء سيرها في طريق حل المشاكل التي تعترضها، سواء في قضية هذه الفتاة أو في قضايا أخرى ومنها فشلها في كسب بعض المعارضين لصفها.وتطورات أزمة الخليج، وفرص الحل والتصعيد ومصير مجلس التعاون الخليجي، وعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالأزمة، وفشل "دول الحصار" بتحقيق أهدافها، هي أمثلة حيّة تؤكد ما نتحدث عنه وهو فشل الرياض في إدارة الأزمات.ففي حالة الأزمة مع قطر، من الواضح أن السعودية لم يكن لديها خطة بديلة في حال فشل الخطة الأولى، فبدأت بالهجوم الشرس على قطر دون أن يكون لديها البديل، وكان في اعتقادهم أن هذه الضربة ستكون قاضية، وأن قطر سوف تستسلم أمامها، والواضح أن القطريين لم يستسلموا وأن الحسابات السعودية كانت في غير مكانها، فالرياض في اعتقادها أن مجلس التعاون ملكها وهو ما يعتقده الأمريكان والغربيون، لذلك كانت السعودية تعتقد أن بإمكانها أن تضرب قطر عسكرياً ولكن الغربيين أنذروها بأن هذا ليس من مهامها.وهنا انتهت الخطة السعودية بغياب المشروع العسكري، فليس هناك شيء تستطيع أن تضغط به على قطر سوى التدخل العسكري وهذا غير ممكن، وعندما رفض القطريون الشروط الثلاثة عشر وقعت الرياض في ورطة، وتحولت المعركة لحرب استنزاف بين الجانبين، وتراجعت فرص تركيع قطر وفرص تفكك مجلس التعاون تصاعدت، ومنها يمكن القول أن السعودية ليس لديها القدرة على التصرف كقوة إقليمية بالانفصال عن التوجهات الغربية والأمريكية، بعدما فشلت في كل الملفات الخارجية "اليمن- سوريا- العراق- ليبيا- قطر".لا أظن أن الغربيين كانوا يريدون تفكيك مجلس التعاون، الأزمة أنشأتها السعودية عندما اعتقدت أن بإمكانها التحرك بأكثر مما هو متاح، وأن تضرب في كل الجبهات وهذا غير مسموح به، بإمكان السعودية أن تتحرك فقط فيما يخدم المشروع الغربي في المنطقة وليس خارجها، تستطيع أن ترسخ علاقاتها مع "إسرائيل" وتصعد مع إيران فهذا مقبول، أما أن تعكر صفو العلاقات وتتصدى لدولة حليفة للغرب فهذا من غير المقبول.وكي لا نحصر أمثلتنا بخلافات المملكة مع دول الخليج، فشلت الرياض بإدارة الأزمات الداخلية مثل معارضة الشيخ النمر لأساليب المملكة حيال مناطق معينة، وبدلاً من الوصول لحلول، وصلت لحكم إعدام فكان قرار فاشل أكثر مما نتوقع.وفشلت أيضاً بإدارة أزمة الحج بعد حادثة التدافع في منى، وفشلت في إدارة أزمة اعتقال الأمراء التي انتهجها ولي العهد السعودي من باب محاربة الفساد، وفشلت في قضية خاشقجي واستدرجته حتى قتلته بجريمة كانت خطتها أفشل من قرار اتخاذها.باب الحوار في المملكة والتعاطي السلس لا مكان له في رؤية بن سلمان، وإن كان يريد تطوير المملكة لمجاراة دول الغرب، فلماذا لا ينظر للشعب ومطالبهم ويطور من أسلوب حوار البلاط السعودي مع عامة الشعب، أم أن رؤيته للتطور تتجذر فقط بتطوير عصابات المافيا؟
أضيف بتاريخ :2019/01/14