دراما التطبيع بين تل أبيب والرياض تسير وفق سيناريو طويل.. فمالذي يمنعها من الظهور للعلن؟
محمد الفرج
دائماً كان طوق النجاة للكيان الصهيوني يأتي من بعض الأنظمة العربية، فكلما كانت "إسرائيل" في أزمة امتدت لها أيادي عربية لتنقذها، وتأتي اليد الخليجية لتمتد من تحت الطاولة وبعيداً عن شعوبها، فتعطي أملاً ومزيداً من المدد المادي والاقتصادي لإسرائيل، عبر صفقات بلغت حتى الآن مئات الملايين من الدولارات.
هذه الصفقات، التي تنشر تباعاً في الإعلام الغربي والعبري، إذ تحالف أعداء إيران من العرب وتحولوا باتجاه "إسرائيل"، وتوصلوا معها إلى اتفاقات سرية، عسكرية واستخبارية، تقدر بمئات الملايين من الدولارات، لمصلحة المملكة العربية السعودية.
لم تعد العلاقات الحميمة بين العدو الإسرائيلي والمملكة السعودية، كما اللقاءات والزيارات الرفيعة المستوى، سراً، ولم تعد تل أبيب تجد حرجاً في إخراج هذه اللقاءات إلى الضوء، طالماَ أن السعودية بملكها وأمرائها، لا يخجلون من العلاقة مع "إسرائيل".
فالسعودية اختارت منذ عدة سنوات طريق التطبيع مع العدو الصهيوني، وتزايدت العلاقات بين الرياض وتل أبيب مؤخراً على خلفية تبني الطرفين رؤى سياسية متوافقة ومشتركة حيال العديد من أزمات المنطقة سواء في سوريا أو حيال البرنامج النووي الإيراني.
في أسرار العلاقات
لم يحظ الكيان الصهيوني منذ إنشائه عام 1948 وللآن، باعترافٍ رسمي من قبل المملكة العربية السعودية، وإن كان الاثنان قد اشتركا في بعض الأهداف: كالحد من السماح لإيران بالتوسع في برنامجها النووي، وفي نفوذها عامةً في الشرق الأوسط.
خلال الأعوام القليلة الماضية، خرجت عدة تقارير استخباراتية أمريكية، تكشف عن تعاون عسكري سري بين الجانبين، حتى إنّ بعض الكتاب الإسرائيليين، أشاروا إلى أن العلاقات بين الطرفين، مع سريتها، إلا أنها قوية.
والغريب في الأمر، عدم وجود أية علاقات دبلوماسية معلنة، أو اتفاقات موقعة بين "إسرائيل والسعودية"، الأمر الذي يجعل صناع القرار الإسرائيلي ينفون بين لحظة وأخرى، التنسيق بين الجانبين في إطار أي مجال.
يبدو إذاً أنّ السر في عدم الإعلان عن وجود علاقات رسمية من أي مستوى بين الكيان الإسرائيلي والسعودية، فضلاً عن الالتزام الرسمي للسعودي بالقضية الفلسطينية، وما يتعلق كذلك بالمبادرة العربية، وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كشرط لإقامة علاقات رسمية.
ويبدو أن تلك العلاقات السرية بين "إسرائيل" والمملكة لن تظهر على السطح على الأقل حتى تكون هناك دولة فلسطينيّة وتتمكن المملكة من رفع علمها على المسجد الأقصى، إنها دراما التطبيع السعودي/الإسرائيلي، وعاره في نفس الوقت، فالدولة التي تدّعي حماية الحرمين الشريفين ومُقدّسات المسلمين، تتعاون وتُطبّع مع مَن يُدنّس تلك المُقدّسات في فلسطين ويغتصب حقوق شعبها ويذبحه منذ 1948 وحتى اليوم.
أضيف بتاريخ :2019/01/25