التقارير

محمد الفرج

كما كان متوقع، عرج الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصرالله، خلال مقابلته أمس إلى كافة الأحداث والمستجدات في المنطقة ماراً عليها بلد بلد وحدث حدث، وخص في جزء كبير من حديثه "إسرائيل" وصفقة القرن، وكان للسعودية نصيبها من هذا اللقاء.

إذ تطرق السيد نصر الله إلى دور المملكة السعودية في "صفقة القرن"، وحصراً عن دور بن سلمان في التسويق لتلك الصفقة لـ"ضمان الدعم الأمريكي له والبقاء في العرش"، وفق ما وصفه.

ونستذكر بعضاً مما قاله السيد نصرالله عن دور بن سلمان في الصفقة المزعومة إذ أكد أنه "لا يمكن القول إن صفقة القرن انتهت ومحمد بن سلمان هو الضلع الأهم فيها"، مشدداً على أن "مهمة بن سلمان هي التسويق لصفقة القرن مقابل 50 عاماً من البقاء في العرش السعودي من خلال دعم الولايات المتحدة لسلطته"، موضحاً في الوقت نفسه أنه "ليس هناك أي شخص فلسطيني يمكن أن يقبل بالصفقة".

تلك الصفقة التي تحدث عنها السيد نصر الله، والتي يدافع عنها بن سلمان، هي خطة أمريكية فقط كما سبق وتم تأكيده، ولا تخدم سوى مصلحة واشنطن وحليفها الصهيوني، فسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالية، هي تجميع العرب من جديد في وجه إيران، وكما أكد السيد نصر الله فإن "أمريكا لن تخوض حربا من أجل عيون أحد"، في إشارة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أو حتى من أجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

تلك المقابلة والتي أطلق عليها "حوار العام" استحوذت على اهتمام الإعلام بشكل عام، وبشكل خاص الإعلام السعودي والعبري الذي انتظرها بالدقيقة، وراقب كل ما يجري في الغرفة التي جرت فيها المقابلة، وسط شكوك بأن اللقاء غير مباشر، وهم ما تم إثبات عكسه ببضع عبارات من السيد نصر الله.

واللافت في الأمر، أن لوحة لآية قرآنية معلقة على الجدار الذي بجانب أمين عام حزب الله، كانت أثر ما لفت اهتمام الإعلام "الإسرائيلي" الذي بدأ بتحليل كلام السيد نصر الله ومكان التصوير وحركاته وسكناته.

وكانت اللوحة تحوي آية من القرآن الكريم (ادخلوها بسلام آمنين) واستحوذت الاهتمام كون السيد نصر الله تحدث  أثناء المقابلة عن دخول حزب الله إلى الجليل في فلسطين المحتلة في حال هاجم الكيان الاسرائيلي لبنان.
وحول ذلك قالت المحررة في موقع “المصدر الإسرائيلي” شيمريت مئير، حول تلك اللوحة: "هل تشير إلى دخول سلس إلى فلسطين على الرغم من اكتشاف الأنفاق؟"

وتابعت مختلف وسائل الإعلام العبرية مقابلة السيد نصر الله أمس، إذ قطعت القناة الـ13 العبريّة البثّ ليظهر على الشاشة محلل الشؤون العربية، حيزي سيمانطوف، ليذكر المشاهدين بأنّه في الساعة الثامنة والنصف ستبدأ مقابلة الأمين العّام لحزب الله عبر شاشة "الميادين".

كما أن موقع (YNET) التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، قام بنشر مقاطع مطولة من المُقابلة مع ترجمة للغة العبرية.

كل على طريقته، انتظرت تل أبيب والرياض كلمة أمين حزب الله لتنالا نصيبهما من كلماته وتسمعان بدقة تصريحاته حيال تطورات المنطقة ومواكبة حزب الله لها واستعداده للمقبل، فحتى هذه المرة أيضاً، كانت اهتمامات "إسرائيل" والسعودية مشتركة، لدرجة أن السيد نصر الله جمعهما عندما تحدث عن "صفقة القرن" وفشلها، فابن سلمان فشل في تسويقها، والكيان الإسرائيلي وأمريكا فشلا في تنفيذها.