تقرير خاص: #السعودية بتتكلم "صيني"
محمد الفرج
في إطار جولته الآسيوية، والاتفاقيات المهمة التي عقدها والقرارات المصيرية التي اتخذها، لمع في الأجواء الدبلوماسية خبراً عن اتفاق قد يأخذ بالمملكة السعودية إلى منحى جديد في التاريخ، ألا وهو إدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في مدارس والجامعات السعودية.
تحت شعار "تعزير علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية"، تم إدراج تلك الخطة المرتقبة، وكأن البلاد لا ينقصها سوى أن تتكلم صيني لتلحق بركب التطور.
إذ لاقى الخبر هذا سخرية واسعة بين المغردين، الذين شددوا على ضروروة تعليم الطلاب اللغة العربية أولاً قبل أن يتم اتخاذ مثل هذه القرارات، في حين تساءل آخرون إن كان قد تم إقرار اللغة العربية في المدارس الصينية.
أثار قرار السعودية إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية موجة من التهكم في البلاد، حيث تساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن أهمية هذه الخطوة في وقت ما زال فيه عدد كبير من الطلاب السعوديين لا يجيدون اللغة العربية، فيما لجأ آخرون إلى الدعابة عبر الاستعانة بفيديوهات لصينيين شاركوا في أعمال كوميدية محلية.
أحد النشطاء تناول هذا القرار مذكراً بأن المملكة فشلت في تعليم أبنائها الانكليزية، وستكرر ذلك في تعليمهم الصينية أيضاً، متوجهاً بحديثه لوزير التعليم قائلاً: "هل تعلم أن 90 في المئة من طلاب المملكة لا يجيدون اللغة العربية إلا تحدثاً فقط، ولا يفهمون قواعدها ولا تجويد القرآن”.
ورغم أن خمس سكان العالم الذين يتكلمون اللغة الصينية، بدءاً من الدولة الأم ومروراً بسنغافورة ووصولاً إلى الدول المحيطة بها، وتزامناً مع رواج التجارة الصينية في العالم، حيث يتحدث نحو 1.2 مليار شخص في العالم اللغة الصينية باعتبارها لغتهم الأم، ويوجد ما بين 7 إلى 13 مجموعة محلية أساسية في الصين، إلا أن المملكة لن تسير في ركب التطور طالما التخلف الأساسي موجود في العقل المدبر بالمملكة.
ورغم أن رؤية 2030 تم اعتبارها على أنها رؤية تطورية ستذهب بالمملكة لمكان أفضل، إلا أن الأحداث الأخيرة أرجعت المملكة سنين للوراء وأبعدتها عن المجتمع الأوروبي الذي حاولت السعودية مجاراته والاستفادة من التطور فيه لتدعم به أسس البلاد، إلا أن "أسلوب المافيا"، هو الأساس الوحيد الذي تم دعم البلاد به وخصوصاً منذ تنصيب بن سلمان كولي عهد للدولة.
ولكن لن ننكر أن خطوة إدراج "الصينية" في المنهاج السعودي هي خطوة استراتيجية نحو المستقبل الذي تطمح إليه السعودية في مجالات العلوم والصناعات التكنولوجية المتطورة، باعتبار أن تعلم تلك اللغة يعد أحد أهم المقومات اللازمة للتواصل مع قوة عظمى اقتصادية مثل الصين، لكن لا يمكن أن نصل لذلك المستقبل مخلفين في كواليسه دماء الكثير من الأبرياء، فالدول المتطورة التي تحاول المملكة مجاراتها لم تصل لمستقبلها الحديث إلا بالتكنلوجيا والتطور الفكري قبل الصناعي، وهذا ما تفقده البلاد حالياً، فكر متطور يجعل من الحوار أهم أولوياته وليس القمع.
وفي المرحلة الحالية، حتى لو كانت نواياه حسنة، فإن أي خطوة سيتخذها بن سلمان وأي اتفاقية لن تصب إلا في إطار تحسين صورة بلاده التي تضررت كثيراً عقب مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول نهاية العام الماضي، وعقب الإدانة التي حصدها إزاء الحرب على اليمن، فأوراقه كلها باتت مكشوفة، ولن تنقذه لا الصينية ولا اليابانية ولا الكورية حتى.
أضيف بتاريخ :2019/02/24