تقرير خاص: #الكونغرس_الأمريكي يضرب عصفورين بحجر واحد.. #ترامب و #إبن_سلمان
محمد الفرج
وجه الكونغرس الأمريكي طعنة سياسية للمملكة السعودية من خلال تصويته على قرار ينهي دعم واشنطن للتحالف السعودي الذي يشن حرباً على اليمن تسببت بمقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين وتردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة في ذلك البلد.
واستجابة لضغوط مشرعين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومطالبات بتشديد سياسته تجاه السعودية أمام تفاقم انتهاكاتها حقوق الإنسان، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي (الكونغرس) بأغلبية 54 صوتاً من أصل 100 في المجلس على إقرار قانون يسعى لمنع الجيش الأمريكي من دعم عمليات التحالف السعودي العسكرية في اليمن.
ويسعى مشروع القانون إلى منع الجيش الأمريكي من أي نوع من المشاركة في الصراع باليمن بما في ذلك توفير دعم للضربات الجوية السعودية دون تفويض من الكونجرس، ما يعني وقف المشاركة الأمريكية في تحالف الحرب على اليمن.
قرار وقف دعم التحالف على اليمن للتصويت شكل فضيحة للعدوان بما يرتكب من جرائم حرب، وكارثة إنسانية من صنعه، ويؤكد أن المظلومية اليمنية باتت واضحة للعالم أجمع، فهذا التصويت لمجلس الشيوخ هو حجة على دول العالم لاتخاذ موقف أكثر قوة.
مشاركة الولايات المتحدة في هذه الحرب لم تكن بتصريح من الكونجرس وبالتالي فهي غير دستورية وهو السبب الأساسي ربما لتصويت مجلس الشيوخ من أجل إنهاء الدعم الأمريكي لهذه الحرب الكارثية وغير الدستورية.
ولكن الإدارة الأمريكية لم تبارك هذا القرار الذي يحقن الدماء، إذ أوصى مستشارو البيت الأبيض يوم قبيل التصويت بأن يستخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) ضد القرار، كون السعودية تقوم سنويا بإبرام عقود ضخمة لشراء السلاح من الولايات المتحدة وأوروبا وطبعاً يتم استخدامها في العدوان المتواصل على اليمن منذ نحو أربع سنوات.
وبحسب مشروع القانون فإنّ الكونغرس، يطلب من الرئيس سحب القوات المسلّحة من العمليات الحربية في اليمن أو التي تؤثر عليها، باستثناء العمليات العسكرية ضد تنظيم "القاعدة"، وذلك في غضون 30 يوماً من بدء سريان القانون.
ويأتي التصويت هذا، في وقت يصعد فيه الكونغرس من انتقاداته تجاه السعودية، في ما يتعلق بملفها السيئ بمجال حقوق الإنسان، وقمعها للمنتقدين بما يصل إلى قتلهم بوحشية، لاسيما بعد جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي بقنصلية السعودية بإسطنبول، ولم يقتصر الانتقاد الذي يمارسه الكونغرس تجاه المملكة على حقوق الإنسان، بل يشمل حربها على اليمن، وسعي إدارة دونالد ترامب لعقد صفقة نووية معها.
حتى الرمق الأخير يحاول ترامب ألا تصاب شعرة من رأس الأمير الحليف له، حتى لو تسبب ذلك بحدوث توتر بين ترامب والكونغرس، وحتى لو عرض ذلك ترامب لخطر عدم النجاح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن الكونغرس تمكن عبر هذا القرار من "ضرب عصفورين بحجر واحد".
أضيف بتاريخ :2019/03/14