تقرير خاص: بين الركام والاعتقال.. "التحالف السعودي" يفقد أمهات #اليمن لذة عيد الأم
رائد الماجد
فيما يحتفي العالم اليوم بعيد الأم، تتحول المناسبة في عدد من البلدان العربية وخاصة اليمن من فرح إلى وجع وحزن، فسنوات الحرب هناك لم ترحم الأمهات من فقد أبنائهن إما صغار أضناهم الجوع أو شباب على جبهات القتال أو وفي سجون الاعتقال.
الوضع يبدو مختلفا للأم اليمنية يوم الـ21 من مارس/آذار كمناسبة هامة لكافة الأمهات في العالم، بعد أن أثخنت قلبها الأوجاع، وأزهقتها الحرب ولاحقتها رصاصات القناصة وغارات "التحالف".
"التحالف العسكري" الذي تقوده السعودية لم يحول البلاد إلى أرض خاوية تخلو من سكانها فقط، بل حول كل مناسبة للفرح والسعادة إلى غصة في القلب، ففي اليمن لا يكاد بيت يخلو من مهاجر أو معتقل أو مفقود أو فقيد.
ويحل هذا اليوم الذي يحتفي به العالم، والأمهات اليمنيات يعشن معاناة مضاعفة بسبب استمرار الحرب الدائرة في بلادهن، من جهة، وتذكرهن أولادهن اللذين فقدوهن إثر تلك الحرب.
إذ شهدت السنوات الأربع الأخيرة في اليمن، تحديداً منذ بدء الحرب الأخيرة في مارس/ آذار 2015، ارتفاعاً ملحوظاً في معدّلات وفيات الأطفال دون الخامسة، لا سيّما المواليد الجدد والرضّع، جرّاء تدنّي الخدمات الصحية التي توفّرها المرافق الصحية والمستشفيات الحكومية في البلاد إلى جانب عدم قدرة الآباء على تحمّل تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة.
لم يعد 21 من مأرس يعني للأمهات اليمنييات كما كان لهن من قبل الحرب، ولم يعد لهن أن يحتلفن سوى بالتضحيات في سبيل الخلاص منها، ومن بين ركام الأحزان والمعاناة والقهر تستدعي الأمهات اليمنيات ذكريات زمن ما قبل الحرب، ليعشن طقوس عيدهن بالتذكر لا بالاحتفال ولمة الشمل والهدايا وتجسيد أواصر الروابط الاجتماعية التي دمرت الحرب نسيجها.
"التحالف السعودي" أفقد بحربه الطاحنة على اليمن كثيراً من الأمهات أبناءهن، وأفقد أيضاً كثيراً من الأبناء أمهاتهم، فهل أصبح هناك مكان بعد ذلك لعيد الأم في ذلك البلد الذي أنهكته الحرب؟
أضيف بتاريخ :2019/03/21