تقرير خاص: #سوريا و #السعودية محط الأنظار مجدداً
محمد الفرج..
على وقع محاولة عدد من الدول العربية المقاطعة لسوريا إعادة تفعيل علاقتها معها، يلمع اسم المملكة السعودية في إطار تلك العلاقات مؤخراً وسط تأكيدات على وجود مطلب مماثل من قبل الأخيرة.
إذ كشفت موسكو أن الوفد الروسي الرفيع بقيادة مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، بحث مع الرئيس السوري بشار الأسد، تطبيع علاقات سوريا مع الدول العربية، وذلك بعد عودته من زيارة خاصة إلى المملكة السعودية.
وبحسب مصادر غير رسمية، فإن السعودية أولت اهتماماً خاصاً إلى ضمان تسوية سياسية مستدامة في سوريا على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وتقديم ما يلزم من الدعم لجهود إعادة إعمار البلاد، وأبدت المملكة بحسب المصادر موافقتها على المساهمة بشكل كبير في إعادة الإعمار كما أيدت مبادرة روسية تقوم على طرد المجموعات المسلحة من مدينة إدلب السورية.
ودون تأكيد سعودي أو تعليق على تلك الأخبار حتى اللحظة، فقد أكدت وسائل إعلامية سورية أن مبعوث الرئيس الروسي نقل إلى الأسد أجواء سعودية إيجابية تجاه سوريا.
وتعتبر تلك المباحثات مظهراً آخراً عن التقارب المتسارع بين روسيا والمملكة السعودية المحسوبة ضمن معسكر كبار حلفاء الولايات المتحدة.
فيما سادت أنباء في الأوساط السياسية والإعلامية السورية تتحدث عن عودة موظفين سعوديين إلى سفارة بلادهم في دمشق، وإن مهمة الموظفين ستكون إعطاء التأشيرات اللازمة للحجاج فقط في الوقت الراهن.
لا يوجد خط ثابت توصف به العلاقات بين السعودية وسوريا، فقد مر البلدان بمحطات اتفاق واختلاف تاريخية يحركها أساسا المواقف من قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها لبنان والعراق وفلسطين.
الحرب العراقية الإيرانية: 1980-1988
اختلفت مواقف الجانبين من الحرب العراقية الإيرانية، حيث ساندت دمشق طهران، في حين ساندت الرياض بغداد.
بداية الغزو الأمريكي للعراق: 2003
بداية الغزو الأمريكي للعراق وبروز تباين في الموقفين السوري والسعودي، حيث سجلت دمشق موقفها الرافض للغزو.
التمديد لإميل لحود:2004
اختارت دمشق خيار التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود عندما قاربت ولايته على الانتهاء، وذلك في مواجهة معارضة أطراف لبنانية وعربية ودولية/ ولم تعلن الرياض حينها موقفا من هذه المسألة، غير أن السياق اللاحق للأحداث أبرز أن الموقف السعودي كان أميل إلى رفض فكرة التمديد.
اغتيال الحريري: 2005
اغتيل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير/ شباط، وانسحبت سوريا عسكريا من لبنان، ونشأ ظرف سياسي فرض تباعدا جديدا بين دمشق والرياض.
ويرى مراقبون أن هذا التململ في مواقف هذه الأنظمة العربية تجاه سوريا عززه فشل سياسة سبع سنوات من عزل حكومتها عربيا، في مقابل تحقيق كل من طهران وأنقرة مكاسب ونفوذا أقوى في سوريا، وباتت تشكل دمشق الآن أرضية مناسبة للمشاريع الاستثمارية والرابح هو من يسارع للمصالحة السياسية مع سوريا، وهو السبب الذي أن يكون دافع لإعادة دفء العلاقات مجدداً، كون السعودية حتى اللحظة مصرة على مواقفها السياسية حيال الحلف الإيراني السوري.
أضيف بتاريخ :2019/04/21