تقرير خاص: #منتظر_السبيتي قبل شهادته: : من السهل أن تقتل ثائر ولكن من الصعب أن تقتل ثورة
وردة علي..
إنها حكاية كرامة، هذا ما تفهمه وأنت تتصفح حسابات المعتقلين، و الشهداء، كل ما في الأمر كانت لهم وجهة نظر، وكان لهم رأي حر، ولأن الأحرار يرفضهم العبيد فالمصير مذبحة على امتدادا الوطن.
مُنتظر السبيتي شهيدُ كغيره من الشهداء، شارك في المسيرات السلمية "المطلبية"، ودعا إليها عبر حسابه الشخصي "فيسبوك"، لم يكن داعيا إلى العنف يوما، ولا حمل السلاح، و لا إلى الفتنة الطائفية، كل ما في الأمر قال لأم الشهيد صبرا، ولمنطقته القطيف غدا سيلتئم الجرح وتعود الحياة للوطن كل الوطن.. فهل شُفيت جراحك يا منتظر؟
شارك الشاب الشهيد مُنتظر السبيتي في المسيرات السلمية المطلبية، التي انطلقت مع ما يُسمى بالربيع العربي، حين بدأ الحراك في المنطقة الشرقية "القطيف"، طالب مُنتظر كغيره بالإفراج عن المعتقلين المنسيين الذي تعتقلهم السلطات السعودية منذ عقدين ونيف بتهمة تفجير الخبر.
حُملت صور المنسيين في المسيرات السلمية، وردد المُشاركون "السجناء المنسيون ليس هم الإرهابيون"، وهذا ما وثقه السبيتي في حسابه الشخصي الفيسبوك.
** قائمة المطلوبين الـ23
في مطلع شهر يناير 2012م أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن قائمة تضم 23 مطلوبًا، مُتهمة إياهم بإثارة الشغب والسطو على المحلات التجارية وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وحيازة السلاح واستهداف رجال الأمن. وكان اسم مُنتظر من بين قائمة المطلوبين.
شكلت قائمة المطلوبين التي أعلنت عنها السلطات صدمة كبيرة للمجتمع حين ذاك، سيما المطلوبين أنفسهم، فما كان منهم إلا أن يتمسكوا بمطالبهم أكثر، والإصرار على الاستمرار والنزول إلى الشارع بصورة سلمية.
*من يُريد الحرية كيف يصنعها؟
كتب السبيتي بتاريخ 21 أبريل 2014م، في حسابه فيسبوك، والذي يُصادف نفس شهر استشهاده الشهر الحالي، "من يريد الحرية يصنعها بنفسه، سواء كان في داخل السجن أم خارجه، فالسجين حُريته يصنعها بالأمل والمستحيل!
الله معكم يارجال.
*أحرار لا تعرف الخوف ولا تفقد الأمل..
السابع والعشرين من الشهر نفسه كتب: سنخط الجدران من جديد وسنكتب ما كتبه الشهيد ونخط خط المعتقل وسنكتب أحرار لا تعرف الخوف ولا تفقد الأمل.
**محكمة العدل الإلهي..
في شهر مايو كتب في حسابه: أيها القاضي بحكم الظلمة، لك بالعدل الإلهي محكمة، فكما قاضيت جُرما ها هُنا سيُقاضيك إله في السماء.
وطالب بالدعاء للشيخ النمر وبقية المعتقلين.
كما كتب مُخاطبا الظالم: تنام عينك والمظلوم منتبهُ يدعو عليك.. وعين الله لم تنمِ.
**بين الثورة والكرامة..
هكذا كان يُعبر عن رأيه حين كتب بعقيدة ثابتة: من السهل أن تقتل ثائر ولكن من الصعب جدا أن تقتل ثورة.. صباح الكرامة.
وفي يوم آخر كتب: إن الله خلقك حرا.. فكن حرا كما خلقك".
في الثالث عشر من شهر أبريل 2014م، كتب تحت عنوان: أهم أسباب ثورة الإمام الحُسين عليه السلام:
العزة والكرامة، فقد حاول الأموين إرغامه إلى ما يُريدون، فأجاب الإمام بأبي هو وأمي بمقولته المشهورة التي يصرخ بها كل أحرار العالم اليوم "هيهات منا الذلة".
**علاقته بالشيخ الشهيد النمر..
كان الشهيد مُنتظر السبيتي يُظهر حبه إلى الشيخ النمر، ويكثر من الدعاء له بالفرج وإلى جميع المعتقلين.
في شهر سبتمبر 2014، أرفق صورته بجانب الشيخ الشهيد وكتب مُتسائلا: يا تُرى هل سوف يتجدد هذا اليوم معك يا قائدي؟
في شهر من السنة نفسها نشر قول للشيخ النمر يقول فيه:
من ينتظر الإمام يحتاج أن يعد نفسه، يبني شخصيته، يبني قدراته، لأن الإمام يُحارب برجال أكفاء، يحملون أرواحهم بين أكفهم، وعندهم رشد و وعي، وتاريخ من الإيمان الحقيقي وإن لم يعرفه الناس، إيمان صادق راسخ في القلب.
كما وثق الشهيد السبيتي رفض حكم الإعدام بحق الشيخ النمر، وكتبه حينه: السلام عليكم نتمنى من الجميع أن يرفض حكم الإعدام بحق سماحة آية الله الشيخ نمر باقر النمر، ويُشارك برأيه، ويُشارك بتوقيع ويرسله. وأرفق كلامه بصورة للشيخ النمر وخط يده كتب فيها: المطلوب ضمن قائمة 23 شمعة منتظر علي صالح السبيتي، نرفض وبقوة الحكم الصادر بحق سماحة الشيخ المفدى نمر باقر النمر.
الدعوة للمشاركة في المسيرات.. والتحذير من دخول مدرعات..
كما كان الشهيد السبيتي يدعو للنزول للشارع والمُشاركة في رفض الحكم الصادر على الشيخ النمر، من بينها مسيرة "النمر رمز الطائفة 2" والتي حظيت بحضور لافت حينها.
من جانب آخر كان الشهيد يحذر أبناء منطقته من دخول المدرعات والمصفحات، ويطلب من مجتمعه التوثيق عبر تصوير التجاوزات التي تقوم قوات ما أسماها "سلب النظام".
كل هذا كانت تعتبره السلطات السعودية زعزعة أمن، وعليه اتهمتهم بالإرهاب.
**عن الأم واحة الأمان..
لم تنتهِ الحكاية هنا عند الكرامة أو المُطالبة بالحرية، بل تمتد فصولها للحرمان من حنان الأم، فتُشرد في وطنك وتعيش الغربة، بهذه المُعاناة والألم نشر صورا يحتضن أمه، وكتب جزء من الأنشودة التي يتداولها أبناء المنطقة: "يمه الوطن ماعاد إليّ واحة أمان ودي أضمك وأرتوي بلمسة حنان".
من هنا بدأت حكايتهم من المُطالبة بالحرية والكرامة، والتعبير عن الرأي، فهل كانت تستحق هذه الكلمات عقوبة الإعدام فضلا عن السجن والتعذيب؟!
أضيف بتاريخ :2019/04/26