تقرير خاص: بن سلمان.. المشكلة انتظاركم المهدي!
رحمة عبدالله..
على أبواب شهر العفو والرحمة..بينما يستعد أهالي القطيف والأحساء والمدينة المنورة كحال بقية شعوب العالم الإسلامي لاستقباله بالبهجة والحماسة لدخول في ضيافة شهر الله والتسابق في فعل الطاعات وقراءة القرآن الكريم والأعمال الصالحة، استقبلته السلطات السعودية على طريقة نهجها التي قامت عليه.. حد السيف.
مجزرة جماعية بحق 37 مواطنا لم يرتكبوا أي جرم ولم يقتلوا أحدا.. جرمهم الوحيد أنهم دعوا للوحدة الوطنية وإجراء الإصلاحات في البلاد ونبذ الطائفية المقيتة التي رسختها السلطات منذ عقود عبر أدواتها ومنابرها ومناهجها الرسمية.
الخبر الصاعقة على قلوب الأهالي والمنطقة جاء في اليوم الثالث على انطلاق الاختبارات الرسمية للطلاب والطلبات دونما رحمة ولا شفقة على تلك القلوب كما أنها جاءت في ذروة الاحتفالات السنوية بذكرى ميلاد الإمام الثاني عشر للطائفة الشيعة_ مايعرف اجتماعيا وشعبيا باحتفالات الناصفة أو "الكريكشون"_ والتي قال عنه ولي العهد السعودي في معرض هجومه على إيران إن مشكلة الشيعة أنهم ينتظرون المهدي.. والسؤال موجه إلى محمد بن سلمان هل انتظار الإمام المهدي يشكل خوفا ورعبا لك؟ وهل كل من يعتقد بالإمام هو مستهدف بحد سيفك؟
وبالنظر للاتهامات التي وجهت للمواطنين الذين أعدمتهم فقد تم اتهام الشهيد الشيخ محمد عطية بنشر التشيع، كما لم يخفِ المحققون السعوديون حقدهم وبغضهم للشهداء أثناء محاكماتهم الجائرة بأنكم تحاكمون لأنكم شعية!
ونستعرض رأي حليف السعودية الأوثق الذي تؤكد جهات حقوقية أنه لولا الضوء الأخضر للولايات المتحدة الأمريكية لما أقدمت الرياض على تلك الجريمة الجماعية البشعة والمخالفة لكل القوانين الوضعية والسماوية، بينما صمت مريب من الرئيس ترامب فقد طالبت "اللجنة الأمريكية الحكومية للحريات الدينية في العالم" (USCIRF) باتخاذ إجراءات ضد السعودية على خلفية تنفيذ أحكام الإعدام بحق 37 شخصا في المملكة.
وقالت يوم الجمعة، إن على وزارة الخارجية الأمريكية أن تكف عن السماح للسعودية بـ "التصرف بحرية" حيث ورأت دوافع دينية وراء تنفيذ تلك أحكام الإعدام.
رئيسها تنزين دورجي في بيان له قال إن "إعدام الحكومة السعودية لشيعة من الأقلية على أساس هويتهم الدينية وحراكهم السلمي، ليس صادما فحسب بل يناقض بشكل مباشر الخطاب الرسمي للحكومة حول السعي نحو مزيد من التحديث وتحسين ظروف الحريات الدينية".
ربما يظن ابن سلمان بتصفيته مخالفيه ومعارضيه السياسيين أو العقائديين بأنه يتخلص من أفكارهم ونهجهم بذلك يكون واهم فعلى مر الأزمنة والعصور الجبابرة والطغاة إلى زوال، وأصحاب الكلمة الحق والنهج القويم يضج التاريخ والحضارة بذكرهم كأيقونات ملهمة لشعوب العالم.
أضيف بتاريخ :2019/04/28