تقرير خاص: بعد الصفعة التي وجهها لها #ترامب .. صحوة سعودية لكن "مغشوشة"!
رائد الماجد
بعد أن جعل ترامب من السعودية أضحوكته وموضوع لنكاته ومادة يتحدث عنها وعن بطولاته في حمايتها، وبعد أن كانت دائماً بين أسطر خطاباته أمام جمهوره، لدرجة أنه سخر مؤخراً من الملك السعودي ومن طريقة تحصيله المال من المملكة ، أثار الرئيس الأمريكي سخط الشعب السعودي لدرجة كبيرة .
فكثير من الناشطين طالبوا المسؤولين السعوديين بالرد على كلام ترامب الذي جعل من بلدهم كما سبق ووصفها "البقرة الحلوب" لمشاريعه، وطالب البعض بقطع العلاقات السعودية الأمريكية التي لم تجعل من دولتهم سوى "إنجاز لترامب" يتغنى به في كل مرة يتحدث فيها عن المملكة وكيف قدم لها الحماية.
وبعد الغضب الشعبي الكبير، خرج مستشار الامير السعودي محمد بن نايف لأول مرة ليرد "بما يقدر عليه" على تصريحات ترامب الأخيرة، فنشر في تغريدة له موجهاً الحديث للرئيس الأمريكي: "ما يفتأ ترامب أن يذكر المملكة بجميل حماية أميركا لها، ويبتزها على هذا الأساس، لن تستطيع المملكة مخالفة السياسة الأميركية ولكنها تستطيع الرد عليه، حماية أمريكا للمملكة في الحقيقة حماية لمصالحهم أولاً وحفاظاً على النفط وأسواقه ثانياً، وبالتالي حمايةً لأمن النظام العالمي بأكمله".
واعتبر أن "ترامب بسياساته يُعيد العالم إلى مرحلة الاستقطابات والمحاور، فرص انبثاق نظام عالمي جديد أصبحت كبيرةً اليوم، ما يحدث مشابه لفترة الحرب العالمية الثانية وما أُفرز بعدها إلى حدٍ كبير، لكن هذه المرة ستكون مختلفةً جداً، الدول أصبحت أقوى، وجماعات اللادولة أيضاً، لذلك يجب الاستعداد جيداً".
فرغم أن الأمير محمد بن نايف أبدى انزعاجه من تصريحات ترامب، إلا أنه أكد أن المملكة لن تستطيع مخالفة السياسة الأمريكية، وكأنه يقول له "أعذرني على وقاحتي وسامحني مسبقاً".
فعندما قال إن المملكة لن تخالف ترامب، فبالطبع لن تستطيع أن ترد عليه، فكما يقال "رقبتها بيده"، فتستره على ابن سلمان عندما نفذ جريمة الصحافي جمال خاشقجي عن طريق فريقه السري، ومواصلته بيعها الأسلحة لتواصل حربها على اليمن رغم معارضة الكونغرس لهذه الخطوة، وسكوته عن إعدام القضاء السعودي لـ37 شخص مؤخراً ، والقائمة تطول من ناحية المزايا التي يقدمها ترامب للمملكة، فلماذا سترد وهي على علم بأن إشعال فتيل أي معركة سياسية مع ترامب ستجعله يكشف المستور؟
فترامب يستغل أي خطوة تقوم بها السعودية ليلوي بها ذراعها ويجعلها بحاجة لحمايته على الدوام، وبالنهاية تبقى المملكة السعودية في نظر ترامب مجرد نموذج عن الحكم الذي يستحقه العرب والمسلمون، أي حكومة مطلقة وفاسدة تحارب الديمقراطية وتنتهك حقوق البشر والنساء والأقليات، وإذا كانت لا تنفذ الصفقات التجارية الكبرى المزعومة، فهي تساهم، على الأقل، في دعم "صفقة القرن" الشغل الشاغل لترامب.
ويبدو أن ما نشره موقع "بلومبييرغ" الأمريكي بات يتضح أكثر الآن، فحينما قال إن السعوديين يخطئون إذا اعتقدوا أن تحالفهم مع الرئيس دونالد ترامب هو تحالف مع الولايات المتحدة، تثمر الآن بذور ذلك الخطأ الذي تستمر فيه المملكة.
أضيف بتاريخ :2019/05/02