تقرير خاص: سماء #السعودية تعج بالضيوف اليهود والعلاقات المحرمة
رائد الماجد..
تفاجئنا كل مرة السعودية بأسلوب جديد وطابع آخر تنتهجه للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي من منافذ مختلفة، تارة اقتصادية وتارة سياسية وتارة رياضية، وصولاً للدينية، واضعة في جدول أعمالها تطوير العلاقات بين الرياض وتل أبيب على رأس القائمة، دون أن تجعل للقضايا العربية مكاناً في هذا الجدول.
ومؤخراً، ذكرت صفحة تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع "فيسبوك"، أنه وللمرة الأولى، سيزور وفد يهودي المملكة السعودية بناء على دعوة من رابطة العالم الإسلامي.
وذكرت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" على "فيسبوك" أن أمين عام الرابطة الشيخ السعودي، محمد بن عبد الكريم العيسى، هو الذي أعلن عن الخطوة، وسبق للشيخ أن صرح بأن "الزيارة ستجري في يناير 2020".
وأفاد موقع "i 24 news" الإسرائيلي بأن الشيخ العيسى التزم بزيارة قريبة إلى معسكر الإبادة النازي "أوشفيتس" في بولندا، وقال الشيخ: "لا يمكن إنكار الهولوكوست".
وتحدث الموقع الإسرائيلي عن تقارير صحفية تفيد بأن هناك علاقات دافئة سرية بين "إسرائيل" والسعودية، علما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صرح مراراً وتكراراً، بأن هناك "تقدما في العلاقات ما بين بلاده ودول عربية مركزية"، دون الكشف عن تلك الدول.
وتغيرت بشكل عام سياسة رابطة العالم الإسلامي مؤخراً في ظل سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث جرت جملة خطوات تطبيعية مع "إسرائيل"، وتحولت الرابطة بمرور الزمن إلى منظمة تعمل في إطار السياسة السعودية، وتعكس وجهات نظرها في العديد من القضايا، خصوصاً المسائل السياسية التي هي خارج اختصاصاتها بحسب دواعي التأسيس، وهذا أحد أبرز أسباب تمسك الكيان الإسرائيلي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وانعكس ذلك جلياً في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله محمد الذي نجح في الوصول إلى ولاية العهد، مُزيحاً كل معارضيه، ليتجه بحامية الحرمين الشريفين نحو التطبيع الديني؛ فقد أكدت العديد من التقارير المحلية والدولية أنه يأخذها نحو علاقات تطبيعية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وبات جلياً أن العلاقات العربية مع الاحتلال قد تطورت في الشهور الأخيرة، وعلى وجه الخصوص مع السعودية، التي تُوّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية العسكرية من "تل أبيب"، وفق ما كشفه "الخليج أونلاين".
وتشهد العلاقات السعودية-الإسرائيلية أفضل أيامها في التاريخ؛ إذ أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، في مقابلة مع صحيفة "إيلاف" السعودية، ومقرّها بريطانيا، عن استعداد "إسرائيل" لتبادل المعلومات الاستخبارية مع الجانب السعودي بهدف التصدّي لنفوذ إيران.
وشهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين "إسرائيل" والسعودية في مجالات عدة، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودية المقال، كيان الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي تنتظر فيه المنطقة الإعلان عن "صفقة القرن" المعروفة بإسم خطة "السلام" الأمريكية للشرق الأوسط والتي يعتبر أهم عرابيها صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ورئيس خارجية الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإضافة إلى عدد من قادة العرب على رأسهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتهدف إلى تطبيع العلاقات العربية مع الكيان وتصفية القضية الفلسطينية بشكلٍ كامل.
النهج السعودي كله تغيَّر، خاصة في الخطاب الديني والسياسي الذي لا يجرم "إسرائيل" وسلوكها تجاه شعوب المنطقة، ولا توجد مساعدة تقدم لـ"إسرائيل" أكثر من تضييع القضية الفلسطينية وتقزيمها، وهذا ما فعلته السعودية، علاوة على تقسيمها للعالم العربي وينعكس ذلك بحجم الصداقة والتقارب بين الرياض وتل أبيب الذي لم يعد مخفياً بعد اليوم.
أضيف بتاريخ :2019/05/04