تقرير خاص: اثنين في واحد.. السلطات #السعودية تنتهك حرمة رمضان وحرمة بيوت #القطيف في يوم واحد
محمد الفرج..
بعد حمله إعدامات طالت 32 معتقل رأي واستياء شعبي في الأحساء والقطيف، شنت اليوم السلطات السعودية مجدداً حملة ضد أهالي القطيف بزعم البحث عن مطلوبين، ولم تخرج القوات من المنطقة إلا بعد تأكدها من قتل 8 أشخاص على الأقل.
وأبت السلطات السعودية أن تدع شهر رمضان يمر مرور الكرام على أهالي القطيف، فلوثت أيامهم برصاصها وحولت أيامه الفضيلة لأيام عزاء لن ينسوها.
ففي المرة الأولى وبعد إعدام الـ32 شخص، حاولت السلطات السعودية احتواء الأمر عبر أحد أعضاء مجلس الشورى وهو من سكان محافظة القطيف من خلال إرساله إلى وجهاء القطيف وإلى الديوانيات التي يجتمع فيها النخب المثقفة في القطيف والترويج بأن الملك سلمان سوف يصدر أمرا بإعفاء ملكي عن بقية المعتقلين من القطيف في قضايا سياسية وقضايا رأي في شهر رمضان وطلب منهم عدم الخروج في مظاهرات أو مسيرات أو استنكار إقدام السلطات السعودية على إعدام 32 معتقل رأي من القطيف والأحساء والتزام الصمت حتى يتم الإفراج عن بقية المعتقلين من القطيف والأحساء؛ لأن أي حراك قد يغير النظام رأيه في الإفراج عنهم، وقد تجول عضو مجلس الشورى في عدة مجالس وديوانيات ينقل لهم خبر رغبة السلطات في الإفراج عن بقية المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي.
جميع من نقل لهم عضو مجلس الشورى خبر رغبة السلطات السعودية بالإفراج عن بقية المعتقلين لم يصدقوا كلمة مما قالها، حيث كانت له سابقة بعد إعدام الشهيد نمر باقر النمر ورفاقه فعل ما يفعله الآن عبر الترويج للإفراج عن بقية المعتقلين وبعد هدوء الشارع القطيفي قام هو وعضوة في مجلس الشورى بالتحريض على اعتقال عوائل الناشطين ووصفهم بـ "الحاضنة الإرهابية".
ولم تكتف السلطات السعودية بترويج الإفراج عن بقية المعتقلين عن طريق عضو مجلس الشورى بل اجتمع مع علماء دين من الدمام والقطيف والأحساء موالين للبلاط السعودي وطلب منهم الترويج عن الإفراج عن بقية المعتقلين في شهر رمضان وبدأوا يروجون لذلك، لكن ماضيهم لا يساعدهم في تصديق الناس لما يروجونه حيث أنهم كانوا سابقاً قد حرضوا على اعتقال الشهيد الشيخ نمر النمر ورفاقه وحرضوا على اقتحام العوامية، وأيضاً كان لهم دور كبير في التمهيد لإصدار حكم الإعدام ضد الشيخ نمر ورفاقه والتمهيد أيضاً لتنفيذ الإعدام ضد الشيخ نمر ورفاقه واحتواء غضب الشارع القطيفي.
وربما ما حدث اليوم هو خير دليل على نفاق كل من أرسلتهم السلطات لإسكات الشارع القطيفي، فجميع أهالي المنطقة الشرقية يعلمون جيداً بأن ما يتم ترويجه من قبل السلطات وأتباعها من علماء وأعضاء في مجلس الشورى الموالين لها بالإفراج عن المعتقلين هو كذب لاحتواء غضب الشارع وإسكات الرأي العام عن الجريمة البشعة التي أقدم عليها بإعدام 32 معتقل رأي من القطيف والأحساء.
فبعد الجريمة الأولى أرسل الملك أو ولي عهده مراسيلهم للأحياء الشرقية لتجميل صورتهم ، وبعد إعدام 32 شخص والمعاملة الدنيئة لذويهم، وعدوا بالإفراج عن معتقلين ، إلا أن ما حصل هو "زيادة الطين بلة" وبدلاً من تهدئة النفوس أشعلوها مجدداً بقتلهم لـ8 أشخاص جدد، وما ننتظره الآن هو الطريقة التي سينتهجها الملك ونجله لتهدئة نفوس الشارع القطيفي بعد قتل الأشخاص الثمانية ومصير ذويهم وكل من له علاقة بهم، والوضع لا يشير لتهدئة أبداً، وجل ما هو متوقع هو المزيد من التصعيد .
أضيف بتاريخ :2019/05/12