تقرير خاص: #النفط يتعرض للهجوم.. ولكن.. لا بوادر لبدء حرب بين #أمريكا و #إيران
رائد الماجد..
بالتزامن مع تعرض ناقلتي النفط السعوديتين في ميناء الفجيرة لهجوم، وتعرض خط أنابيب نفط أمس في السعودية لهجوم من قبل طائرات من دون طيار، بدأت أطراف لها مصلحة من القضية، بالترويج إلى حرب عسكرية محتملة بين أمريكا وإيران.
لكن بالنظر لما يمكن أن تؤول إليه الأمور، وإيجابيات وسلبيات حدوث حرب بين البلدين، يمكن القول أن حدوثها ليس موضع تفكير حالياً، ويعود ذلك لجملة من الأمور التي ستضر أمريكا وحلفائها أكثر من أن تنفعهم.
فبدء مثل هذا الصراع قد يكون خطأً فادحاً لترامب سياسياً، في هذا الوقت الحرج قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، فلن يسلك الخيار العسكري مهما استخدم من أساطيل وهو في زمن التحضير للانتخابات وانشغاله بالتحضير للفوز بولاية جديدة، هذا أولاً.
كما أن الحرب مع إيران ستعرّض بلا شك الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، "إسرائيل والمملكة السعودية" للخطر، ورغم اعتقادهما أنهما ستستفيدان على المدى البعيد من هجوم أمريكي على عدوهما الإيراني، فمن المؤكد “100 في المائة” تقريبًا أنه إذا هاجمت واشنطن إيران، فسيكون لكلا الجانبين نصيب من هذا الهجوم.
واقتصادياً، فإن اندلاع مواجهة عسكرية في منطقة الخليج يعني بالضرورة ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، ستتجاوز فيها بسهولة حاجز الـ100 دولار للبرميل، وهذه المستويات لن تقبل بها واشنطن، وسبق أن فعل الرئيس ترامب ما بوسعه أواخر العام الماضي من أجل أن يضمن هبوط الأسعار. مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك وأكبر مستورد للنفط على مستوى العالم، وهو ما يعني أن الحرب مع إيران ستكون لها فاتورتان، الأولى عسكرية باهظة والثانية نفطية واقتصادية باهظة أيضاً.
وعسكرياً، تمتلك إيران ترسانة أسلحة متطورة قادرة على قلب المنطقة رأسا على عقب، ولذلك فإن المواجهة العسكرية المباشرة والمفتوحة مع طهران تعني بالضرورة تهديد العديد من دول المنطقة، وهذا ما لا تقبل به على الأغلب الولايات المتحدة ولا دول المنطقة.
غير أن هناك بعض النقاط التي توحي بوجود حيلة في الهجوم المزعوم، فمثلاً يمكن معرفة الفاعل إذا ما تم اعتبار أن تفجير ناقلات النفط ليس بفعل عمل جوّي أو برّي، بل بفعل ألغام موجّهة في قعر البحر، قد تكون زرعت حديثًا أو سابقًا، تتحرك على مسافة معينة من جرّاء اقتراب أيّ جسم حديدي منها، وتحدث هذا الضرر.
نوعية هذه الألغام والشركة المصنّعة يمكن من خلالهما معرفة الجهة التي زرعتها، وأعتقد أنّ الأسطول البحري السعودي جيد وكذلك المراقبة، ولدى الأمريكيين مراقبة جوية وبحرية جيدة عبر الأقمار الصناعية أو البواخر والغواصات.
إذن تستخدم القوى المتصارعة المنطقة العربية كصندوق بريد لتبادل رسائلها التفجيرية، اليوم في خليج عمان، وغداً ربما في لبنان أو العراق أو أيّ بلد عربي آخر، فهل يعي السائرون وراء مصالحهم ومصالح أمريكا وحليفها الإسرائيلي، أيّ ثمن قد يُدفع لتحقيق تلك المصالح؟
أضيف بتاريخ :2019/05/15