تقرير خاص: #السعودية و #تركيا .. فاتورة قتل #خاشقجي لم تنته
محمد الفرج..
منذ حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول، تشوهت العلاقات التركية السعودية ، لا سيما الاقتصادية منها حسث قررت الأخيرة معاقبة الأولى باستثماراتها.
ورغم التسهيلات الممنوحة من قبل تركيا للمستثمرين الأجانب، أقدم عدد كبير من السعوديين والخليجيين خلال الفترة الماضية على سحب استثماراتهم العقارية من تركيا أو بيعها، وذلك في أعقاب حملة خليجية عربية مماثلة لمقاطعة السياحة التركية التي تعتبر ركيزة هامة للاقتصاد التركي المُنهار والذي دخل بالفعل وبقوة مرحلة الركود.
وخروج المستثمرين السعوديين بشكل خاص، والخليجيين بشكل عام، من القطاع العقاري التركي، عبر تسييل استثماراتهم، واتجاههم إلى أسواق في دول أخرى، تسبب في الإطاحة بالقطاع بشكل كبير.
فيبدو أن تركيا تدفع فاتورة فضحها لدور السعودية وقيادتها في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
تلك الأزمة بين البلدين وصلت حد تداول أخبار غير صحيحة ومزيفة عن اختطاف وفقدان مواطني دول الخليج، وعلى رأسهم مواطنو السعودية، وتعرضهم للاعتداء في تركيا، وسرقة جوازات سفرهم، والترويج لفكرة أن تركيا أصبحت دولة غير آمنة للسياح.
الإعلام التركي يجد نفسه في امتحان الردّ على الإعلام السعودي بعد أن استفردت منظومة الإعلام التابعة لأردوغان بقضية التسريبات المتعلقة بقضية خاشقجي واستغلتها في عملية تشويه ممنهجة لصورة السعودية وقيادتها السياسية.
السعودية وضعت تركيا في قائمة أهدافها الجديدة فبات المحتوى الرئيسي للإعلام السعودي، هو تركيا، وإيران، وقطر، والإخوان المسلمون، حتى أن حجم تغطيتها يطغى على أزمة اليمن التي بجوارهم.
في الواقع، هناك العديد من القضايا المهمة والمسائل الأخرى التي يجب على الإعلام السعودي أن يتناولها بدل مهاجمة تركيا.
آخر الأمثلة على ذلك، هو إساءة ترامب، للعاهل السعودي الملك سلمان، خلال كلمة له في أحد خطاباته الجماهيرية بالولايات المتحدة، حيث تحدث بسخرية وتهكّم عن مكالمة هاتفية مع الملك سلمان، إلا أننا لم نرَ الإعلام السعودي يتناول هذا الحدث ولو بكلمة واحدة.
لا شك أن ممارسات ترامب هذه أزعجت الصحفيين السعوديين، لأن الشخص المستهدف ملكهم، وكان المتوقع منهم ألا يظلوا صامتين على هذه الإساءة تجاه الملك سلمان.
بإمكان الإعلام السعودي، الحديث أيضا عن "صفقة القرن" التي يستعد ترامب لإعلان تفاصيلها بعد شهر رمضان، أو تناول القضية الفلسطينية، أو إهداء واشنطن مرتفعات الجولان التي هي في الأصل سورية، إلى "إسرائيل"، أو الحديث عن كيفية إنهاء الحرب اليمنية، أو بذل الجهود حول كيفية إيجاد حل للأزمة مع قطر، وإنهاء نزاع الإخوة في بلدان الخليج.
إلا أن الأخبار المعادية لتركيا حازت على حيز كبير في الإعلام السعودي ولو كان من الطبيعي أن تعكس وسائل الإعلام لدى البلدين، رؤية واستراتيجية حكومتيهما، لكن يجب ألا تستخدم لغة عدوانية وإقصائية تجاه الطرف الآخر، لكن المشكلة تستعصي عندما يكون طرفيها متشبثان برأيهما ويسعى كل منهما لكشف فضائح عن الآخر ومعاقبته .
أضيف بتاريخ :2019/05/21