تقرير خاص: قمم #مكة المتعددة.. دعاية بإخراج سعودي من أطهر بقاع الأرض
رائد الماجد
تستضيف مكة المكرمة نهاية هذا الأسبوع انعقاد القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى المكان والزمان الذي تجتمع فيه هذه المؤتمرات مجتمعة تحت سقف واحد خلال ثلاثة أيام.
هناك ثلاثة عناوين رئيسة لهذه القمم الثلاث، الأولى هي إيران، الثانية العدوان على اليمن، والثالثة صفقة القرن، ونعتقد أن تركّز كل قمّة من القمم الآنفة الذكر على أحد المواضيع بغية تحقيق أهداف الرياض المرجوّة.
أولاً: فيما يتعلّق باليمن، ما حصل من استهداف للمنشآت النفطية السعودية جاء في إطار الرد على جرائم العدوان، وضمن سياسة الصبر الاستراتيجية التي أعلنتها حركة أنصار، شعور المملكة بالخطر الحقيقي.
ثانياً: لا نستبعد أن تكون قمم 30 أيار (الجامعة العربية ومجلس التعاون) قد تمّت بإيعاز أمريكي حيث تسعى واشنطن اليوم لاستنفاد كل أوراقها في الضغط على طهران لثنيها عن موقفها الرافض للمفاوضات.
ثالثاً: إن اختيار السعودية لمدينة مكّة لعقد القمة ليس صدفة، بل تسعى السعودية للظهور بمظهر الدولة المُعتدى عليها من أطهر بقاع الأرض، والجميع يعلم مدى رمزية هذه الأرض المقدسة لدى المسلمين.
رابعاً: فيما يتّصل بصفقة القرن، فإن قمم مكّة هي الأخطر استراتيجياً على القضية الفلسطينية، ولا سيّما أنها تُعقد في ظل توترات إقليمية كبرى وانشغال العالم العربي بالكثير من الأزمات بدءاً من السودان وليس انتهاءً في ليبيا.
وجل ماتريده المملكة من هذه القمم هو الدعاية والإعلان لنفسها ولذلك تم إطلاق قناة «السعودية مباشر» لتغطية القمم الخليجية والعربية والإسلامية وفق السياسة السعودية طبعاً.
وبالعودة إلى دعوة الرياض لعقد قمتين طارئتين خليجية وعربية في مكة في الثلاثين من الشهر الحالي، فإن أكثر من نقطة استفهام سترافق القمتين هي مشاركة قطر في القمة العربية بعد أن تمت دعوتها رسمياً من قبل العاهل السعودي، مايوحي بتغيير في السياسة السعودية تجاه قطر أو قد يكون مجرد دعاية لهذه القمم ، غير أن السعودية بحاجة الآن لأي صوت عربي يقف إلى جانبها كونها لمست الخطر مؤخراً بعد استهداف نواقلها في ميناء الفجيرة بالإمارات وأنابيب نفطها بالأراضي السعودية، فيما يبقى والموقف القطري من التطورات الأخيرة مجهول وغير واضح تماماً وربما يتضح خلال هذه القمة.
تشدد دعوة الرياض على أن بحث تداعيات حادثة الفجيرة سيكون عنوان القمة، كما شددت على أنها لا تريد حرباً مع إيران لأسباب سبق وذكرناها في مقال سابق نختصرها بالإشارة إلى أن السعودية ستكون أكبر المتضررين في حال اندلعت تلك الحرب.
ورغم تأكيد إيران أنها لاتريد الحرب، مازال الخوف يخيم على قلوب السعوديين حتى الآن والمنطقة ككل تعيش على وقع حرب نفسية قوامها التهديدات المتبادلة بين الأطراف المعنية والكل يسعى إلى لعبة المد والجزر تحت شعار” لا للحرب ولكن.. “ بما يحتمل أكثر من سيناريو.
وفي الواقع فإن للأزمة وجه آخر يخفي رغبة ملحة في تحويل المنطقة إلى بؤرة نزاع جديد وهو ما يتضح من خلال التعزيزات الأمريكية الإضافية إلى المنطقة.
وفي الختام،فإن هذه القمم التي تنعقد في أطهر الأراضي الإسلامية تصبّ بشكل رئيس في مصلحة الإسرائيليين والأمريكيين فقط، مهما حاولوا الترويج لغير ذلك.
أضيف بتاريخ :2019/05/28