تقرير خاص: دعوة الملك السعودي لـ #قطر للمشاركة في القمم الثلاث تحوي "إنّ"!
محمد الفرج
لاقت خطوة دعوة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز للأمير القطري تميم بن حمد، لحضور القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) التي ستعقد بعد يومين، استغراباً من قبل الشعبين السعودي والقطري، حتى أن البعض تخوف على مصير الأمير مستشهدين بحادثة اعتقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والصحافي السعودي المعارض جمال الخاشقجي، دون أن يخلو الأمر من بعض الشكوك حيال تلك الدعوة.
حيث حذر معارضان سعوديان، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، من حضور القمتين ، فقال المعارض السعودي علي هاشم في تغريدة له: "نصحية إلى أمير قطر تميم أحذر أن تذهب إلى السعودية لحضور القمتين العربية و الخليجية وتذكر جيداً ماذا حصل لرئيس الوزراء اللبناني الشيخ سعد في الرياض و لاتنسى مصير الصحفي خاشقجي".
معارض سعودي آخر يدعى سلطان العبدلي، نصح الأمير تميم قائلاً له :” بن سعود غدَّار ولايعترف لابقيم عربية ولامواثيق دولية الذهاب مخاطرة" في إشارة إلى ابن سلمان.
دعوة فيها "إن"
اللافت في دعوة السعودية الموجهة من قبل الملك سلمان لقطر للمشاركة في قمة خليجية وعربية وإسلامية طارئة في مكة المكرمة، هو أن هذه الدعوة تنسف التهم والمطالب الموجهة لقطر، واتهم الجبير، في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الخارجية السعودية، مؤخراً، والصادرة عن لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير حيث اتهم الدوحة بـ"دعم التطرف والإرهاب والتدخل في شؤوننا الداخلية".
ولربما تكون الدعوة السعودية "غير جادة" تجاه قطر لحضور القمة، لكونها لا تتناسق مع الاتهامات المتواصلة للدوحة بدعم الإرهاب، فلماذا تدعو الرياض دولة تمول الإرهاب كما تتهمها؟
ورجح بعض المتابعين للأزمة الخليجية أن تكون تصب مشاركة قطر في القمتين بمصلحتها، فلطالما سعت الدوحة للعب دور إيجابي في العلاقة مع السعودية، وهذه المشاركة ربما تكون بادرة محركة للمياه الراكدة.
فالخلاف السعودي مع قطر أساء للرياض بالدرجة الأولى، وبدلا من إضعاف موقف الدوحة حدث العكس، وباتت السعودية طرفا في الخلافات العربية، بدلا من دور الوسيط الذي كانت تلعبه سابقاً.
ومنذ بدء الأزمة الخليجية، وقطع دول السعودية والبحرين والإمارات علاقاتها مع قطر في 5 يونيو 2017، دعا مجلس التعاون الخليجي، قطر، مرتين إلى المشاركة في قممه، فكان آخر حضور للشيخ تميم بن حمد آل ثاني بدورتها الـ38، التي استضافتها الكويت في ديسمبر 2017.
وفي النهاية يبقى موضوع توجيه الدعوة حتى اللحظة هو أمر بروتوكولي وبما أن السعودية تسعى جاهدة لإنجاح هذه القمة فعليها أن تجهز أرضيتها كحد أدنى بدعوة الدول الخليجية كلها، وإذا نظرنا إلى المشهد السياسي، فإنه لم يحدث هناك أي تغيير؛ الحصار ما زال قائماً، والحرب الإعلامية ضد قطر ما زالت قائمة.
أضيف بتاريخ :2019/05/29