تقرير خاص: دعايات #السعودية لم تنته.. محاولات لإنجاح القمم الثلاث وإخفاء ملفات مشبوهة تحت الطاولة
رائد الماجد..
تحاول السعودية التنصل من تهمة التطبيع مع "إسرائيل" والتنسيق بينهما رغم كل الأدلة التي تثبت وجود علاقات بين الجانبين سرية وعلنية، فوق الطاولة وتحتها، وخاصة أن "إسرائيل" ونتنياهو تحديداً يتغنى بعلاقته مع الدول العربية ويخص في حديثه مراراً السعودية.
للخروج من دائرة التهمة تلك، زعم مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، في حوار مع صحيفة "اندبندنت عربية" إن السعودية ليست لديها تفاهمات من أي نوع تحت الطاولة مع "إسرائيل"، وهذا التصريح طبيعي خاصة أنه تزامن مع التحضير للقمم الثلاثة التي ستعقد في مكة وستستضيف الممكلة عدة دول عربية قد لا تحبذ العلاقة التي تجمع بين تل أبيب والرياض.
ثم عاد لينقض تصريحه بنفسه فقال: "نحن نقول لإسرائيل نمد إليكم يد السلام، إذا أردتم السلام، فالطريق واضح وهو مبادرة السلام العربية، ولا نحتاج إلى أن نكون تحت الطاولة لنقول هذه العبارة".
بالتزامن مع ذلك، التزمت السلطات السُعودية الصمت حيال انتشار صورة لوحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعبارة "شالوم" باللغة العبرية، فرغم وجود عشرات اللغات الأخرى المُرحبة بالمسلمين من كافة أنحاء العالم إلا أنه لا يوجد تفسير واقعي لوجود لغة عبرية لا يتحدث بها لغةً أم سوى اليهود في الأراضي المحتلة.
ورغم محاولة المملكة التبرير بأنها كتبت عبارة ترحيب باللغة العبرية كنوع من "الذوق العام"، استغرب كثيرون من جرأة السلطات السعودية لتكتب تلك العبارة بلغة لا ينطقها مُسلمون في مدينة رسول الله "ص"، دون مراعاة مشاعر ملايين من المُسلمين في شهر رمضان.
ولا يخفى الدور السعودي في التسويق من أجل "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب والتي تتجاهل حقوق الفلسطينيين بما فيها حق العودة والقدس، دون أن تتوقف بالتزامنمع ذلك زيارات سرية بين تل أبيب والدول العربية الخليجية من أجل التطبيع مع "إسرائيل".
لكن تقارب الرياض مع تل أبيب يمثل "حماقة كبرى" لأن سياسة "إسرائيل" تسعى للسيطرة والهيمنة وليس للشراكة، وهذه الحماقة قد تؤثر على مجريات القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) التي تستضيفها مكة يوم 30 أيار، وقد تضعف موقف السعودية أمام الدول العربية المدعوة للمشاركة في هذه القمة، وهي -الرياض- في فترة محرجة وتحتاج لأي صوت عربي كونها في موضع خطر يجعلها عرضة للصواريخ اليمنية، فتلك التبريرات طبيعية ، وأي خطوة ستتخذها المملكة على غير عاداتها (مثل دعوة قطر بشكل رسمي) لن تصب إلا في إطار الدعاية لنفسها محاولة تحقيق هدفها من تلك القمة وهو تحويل العداء العربي إلى إيران بدل من "إسرائيل" وهو نفس هدف "صفقة القرن".
أضيف بتاريخ :2019/05/29