رائد الماجد..

تشهد المنطقة العربية تزامن عدة أحداث منها ما يتعلق بدول عربية ومنها ما يتعلق بدول غير عربية ، إلا أن الأحداث بمجملها لم تأخذ من حصة القضية الفلسطينية ويوم القدس العالمي الذي يستعد لإحيائه عدد من الدول.

يمكن حصر الأحداث العربية بالتوتر الحاصل بين السعودية وقطر وبواد تفاهم بينهما إثر دعوة الأولى للثانية بشكل رسمي لحضور القمم الثلاث التي ستعقد اليوم في مكة "الخليجية والعربية والإسلامية"، والذي لا يصب إلا في إطار الترويج والدعاية للرجل السياسي السعودي لا أكثر، وسط شكوك بمحاولة المملكة سرقة الأضواء من خصوصية يوم القدس العالمي غداً.

كما يتزامن يوم القدس العالمي مع ازدياد وتير الحرب في اليمن وتغير في مجريات الأحداث لطرف اليمنيين الذين تحولوا من موقف المدافع لموقف المهاجم رداً على اعتداءات السعودية والتحالف العربي الذي تقوده ضد بلدهم.

والحدث الأبرز هو استهداف النواقل السعودية المتجهة نحو أمريكا، في ميناء الفجيرة الإماراتي واستهداف خطوط أنابيب النفط في الداخل السعودي بعد ذلك بساعات وإحساس السعودية بخطر حقيقي يحيط بنفطها ما دفعها للدعوة للقمم الثلاث.

الحدثان الأخيران تم استغلالهما بحرفية لتحميل إيران مسؤوليتهما ومحاولة إدخال المنطقة في حالة حرب تبدأ بين إيران وأمريكا ولا نعرف أين تنتهي ولا كيف، وزيادة التوتر الحاصل بين إيران وأمريكا، والذي سببه عدة عوامل، من بينها تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأمريكي ترامب ضد إيران مؤخراً.

ولا يغيب عن ذهننا الحدث الأكبر(صفقة القرن) إذ تسعى الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، وبالتعاون مع عملائها في المنطقة، وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتمريرها على حساب المسلمين، ولتعزيز موقف الكيان الصهيوني.

ورغم ذلك، ستحيي الكثير من البلدان غداً الجمعة يوم القدس العالمي، مثل سورية ولبنان واليمن وحتى الجالية العربية الموجودة في دول الاغتراب، مجددين معارضتهم لاحتلال الكيان الإسرائيلي لفلسطين.

"صفقة القرن" تهدف إلى نسف العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بالقضية الفلسطينية كنسف حق العودة ما يعني بقاء 6 ملايين فلسطيني خارج بلادهم وتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وهو أمر لن يحصل، وشعارات "#لا_لصفقة_ترامب"و "#نحو_القدس" ستحيط بترامب ونتنياهو غداً الجمعة.