تقرير خاص: أصغر معتقل سياسي في #السعودية .. دراجته قادته للإعدام!
محمد الفرج..
دراجة هوائية هي تهمته، فحرم بالكامل من الحصول على أي مساندة قانونية أو محام لما يقرب من أربع سنوات منذ اعتقاله، ليواجه حكم الإعدام بعد أربعة أعوام من اعتقاله، هكذا يمكن تلخيص قصة أصغر معتقل سياسي في السعودية.
ولد مرتجى القريريص في 24 أكتوبر 2000، وهو معتقل منذ خمس سنوات، وكذا والده وشقيقه، كما قتلت قوات الأمن السعودية شقيقه الأكبر خلال احتجاجات سابقة، وهو مهدد حاليا بفقدان حياته بتهم خيالية وجهت إليه في محكمة الإرهاب، بينها الانضمام إلى مجموعة إرهابية، وتهديد الأمن والسلطات السعودي.
اعتقاله:
في 2011، حين كان عمره 10 سنوات فقط، شارك مع مجموعة من أقرانه في مسيرة بالدراجات الهوائية ضمن احتجاجات تطالب بحقوق الإنسان في بلدة "العوامية" بالمنطقة الشرقية في السعودية.
في 20 سبتمبر/أيلول 2014، وحينما كان يبلغ من العمر 13 سنة، تم اعتقاله من سلطات الحدود السعودية خلال توجهه مع عائلته إلى البحرين، ثم تم إرساله لسجن دار الملاحظة في الدمام المخصص للأحداث، ووضعه المحققون في زنزانة انفرادية لمدة شهر، وتعرض خلالها للتعذيب وسوء المعاملة لإجباره على الاعتراف بتهم ملفقة.
كانت التحقيقات معه حول تهم من بينها المشاركة في المظاهرات، والمشاركة في تشييع شهداء الاحتجاجات، وبينهم شقيقه الأكبر علي، والذي قتل في الاحتجاجات في 23 ديسمبر/كانون الأول 2011.
في 5 مايو/أيار 2017، وعلى الرغم من أنه كان يبلغ حينها 17 سنة، تم نقل مرتجى إلى سجن مباحث الدمام سيء السمعة، والمعروف بممارسة التعذيب الشديد وسوء المعاملة، ولم يصدر بحقه حكم حتى الآن، لكن النيابة العامة السعودية تطالب حاليا بتطبيق حد الحرابة عليه، ما يعني إعدامه.
حقوق الطفل مغيبة..
وعلت أصوات كثيرة ضمن حملات عالمية لإنقاذ مرتجى من الموت، مع أطفال آخرين ينتمون إلى "الأقلية الشيعية" تم اعتقالهم وتعذيبهم وتهديد حياتهم في السعودية.
ورغم أن السعودية صادقت في 1996، على إتفاقية حقوق الطفل، وفي 1997 على اتفاقية مناهضة التعذيب، إلا أن الواقع المتمثل بالأحكام الصادرة بحق عدد من الأطفال، وثق انتهاكات صارخة وممنهجة عكس الاتفاقية.
وسبق ووثقت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عددا من جرائم تعذيب الأطفال في السعودية، وأكدت أن الأطفال يحاكمون في المحكمة الجزائية المتخصصة بعد حرمانهم من التواصل مع محامين لمدد طويلة، تصل في بعض الحالات إلى ثلاثة أعوام، كما يتعرض العديد منهم للتعذيب لانتزاع اعترافات تستخدم ضدهم في المحاكمات.
وقال أكثر الأطفال المحتجزين إن المحققين أرسلوهم برفقة حراس للمصادقة على أقوالهم عند قاضي التصديق، مع تهديدات صريحة بإخضاعهم لتعذيب أشد في حال عادوا بدون المصادقة على الإقرارات، وحين تجرأ فتى يدعى مجتبى نادر عبد الله السويكت على إبلاغ قاضي التصديق بأن إقراراته غير صحيحة، خيره القاضي بين المصادقة عليها أو إعادة التحقيق، مما أثار مخاوفه من التعذيب مرة أخرى، واختار التصديق على الاعترافات التي صدر بناء عليها حكم إعدام بعد محاكمة معيبة.
كما وثقت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان حالات لضحايا تم اعتقالهم حينما كانوا أقل من ثمانية عشر سنة، وبعضهم اعتقل حينما بلغ الثامنة عشر، إلا أن التهم التي وجهت له وحوكم عليها وقعت حين كان عمره أقل من ذلك، وبينهم الفتى مرتجى القريريص، الذي يواجه الآن حكم الإعدام بعد 4 سنوات من الاعتقال والتعذيب.
أضيف بتاريخ :2019/06/08