تقرير خاص: إصرار سعودي على تنفيذ "المهمة المستحيلة"
محمد الفرج..
تستمر المساعي السعودية لإشعال فتيل حرب في المنطقة بين دولتين ذات نفوذ قوي في العالم، فبعد فشل محاولاتها السابقة بدفع أمريكا لضرب إيران، ترسل المملكة رئيس استخباراتها خلال أيام إلى "تل أبيب" حاملاً مهمة تحريض واشنطن على استهداف طهران.
تلك الزيارة جاءت وبإصرار بعد أن تراجعت أمريكا عن هجوم كانت ستشنه على إيران قبل دقائق من تنفيذه لأسباب يبدو أنها واضحة حتى لو لم تكشفها، هكذا حرب ستضر أمريكا وحلفائها أولاً.
وهذه هي المرة الثانية التي تحاول المملكة حشد جهد ضد إيران، فالمرة الأولى جاءت دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لقادة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى عقد قمم مكة تحمل رسالة واضحة لتأجيج الوضع ضد إيران وتحويل الأنظار إليها أكثر بعد اتهامها بالوقوف وراء استهداف السفن السعودية في ميناء الفجيرة.
وقبل أيام، وبعد استهداف سفن أخرى في بحر عمان تحاول السعودية مجدداً وضع طهران في دائرة الاتهام وتحويل الأنظار لها مجدداً وخاصة انها تجد لدى واشنطن أرضية قد تستغلها لتدفع بها إلى شن هجوم على إيران.
وجائت الحادثة الأخيرة التي تمثلت بإسقاط طهران طائرة تجسس أمريكية بلا طيار فوق مياه مضيق هرمز، لتستغلها السعودية أيضاً وتحرض أمريكا بدوافع أكبر لبدء تلك الحرب، إلا أن ترامب وقبل دقائق من بدء ذلك الهجوم، أدرك أن يجر بنفسه لحرب مفتوحة مع دولة لا يستهان بها مهما حاول التسخيف من قدراتها، فهو أعلم بأن ترسانة إيران لن تكون بعيدة عن مواقع حساسة في بلاده.
تلك الحرب التي تسعى السعودية لإشعالها، حذر منها الكثير من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين ، فالكل أجمع على أن هكذا حرب ستشهد نتائج جنون العظمة في قيادات متهورة، غريبة الأطوار مثل قيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي أدرك أيضاً أن الأمور تشير إلى رجحان كفة ميزان القوى لصالح إيران ومحور المقاومة، وعليه، إذا حصلت الحرب وهو أمر ليس سهلاً، فمن المرجح أن تكون لصالح محور المقاومة الذي تقوده إيران
وبالعودة لزيارة المسؤول السعودي لتل أبيب، فلم يعد بالأمر الغريب بتاتاً، حيث شهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين "إسرائيل" والسعودية في مجالات عدة، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي المُقال، الكيان الإسرائيلي عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
كما تعيش العلاقات السعودية-الإسرائيلية أفضل أيامها في التاريخ؛ إذ أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، في مقابلة مع صحيفة "إيلاف" السعودية، عن استعداد "إسرائيل" لتبادل المعلومات الاستخبارية مع الجانب السعودي بهدف التصدّي لنفوذ إيران.
والخلاصة ، فإن الحرب مع إيران ستَكون مختلفة عن كل الحروب السابقة لأنّها تمتلك قدرات عسكريّة هائلة، واستعدّت لهذه الحرب جيدا، واستفادت مما حدث للعراق وليبيا من غزو وعدوان أمريكيين، وما هو أهم من ذلك أنّ لها شبكةً قوية من الحلفاء العقائديين، وليس المشترين بالمال، ومثلما هَزمت أمريكا في سورية، وكلّفتها وحلفائها أكثر من 150 مِليار دولار على الأقل، فإنّها ستُدمي أنفها في أيّ حرب قادِمة.
أضيف بتاريخ :2019/06/23