تقرير خاص: ماذا لو اجتمع أعداء #السعودية مع بعض؟
رائد الماجد..
لا يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مستعد للحد من سلوكه العنيف تجاه جيرانه من الدول، ولا يبدو أن الأخيرين مستعدين للتقليل من حدة الرد على تهوره السياسي الخاطئ إذا ما استدعى الأمر.
بعد مرور أكثر من عامين على تولي محمد بن سلمان ولاية العهد، وخلال هذه المدة القصيرة نسبيا، أدخلت سياسة الأمير الشاب المملكة في أتون حروب طاحنة وأزمات حادة مع دول مجاورة وأخرى بعيدة، وتحملت الرياض وزر جرائم دولة وهو ما هز صورة بلاد الحرمين.
بداية مغامرات محمد بن سلمان كانت في اليمن حيث انخرطت السعودية ومعها بعض حلفائها في حرب فاقمت الأوضاع وزادتها سوءا، وبعدها حاصرت السعودية بمعية بعض الجيران دولة قطر، ثم امتدت مغامرات القيادة السعودية إلى ما وراء البحار حيث دخلت المملكة في أزمة سياسية غير مسبوقة مع كندا.
وبشكل سريع عقب ذلك دمغ السجل السعودي الحقوقي بجريمة نكراء كان ضحيتها مواطن سعودي قتل ثم قطعت جثته بقنصلية بلاده بإسطنبول، وهو الحدث الذي وجهت فيه أصابع الاتهام لمحمد بن سلمان وتعرضت بسببه المملكة لضغط دولي غير مسبوق.
كما أن الأمير الشاب لم ينتظر طويلا بعد تعيينه على رأس وزارة الدفاع، لتجد المملكة نفسها -بعد شهرين فقط على تعيينه- في خضم مغامرة عسكرية بدا واضحا منذ يومها الأول أنها محكومة بالفشل.
فمن دون خبرة عسكرية ولا حتى سياسية، أشرف الأمير محمد بن سلمان -أصغر وزراء الدفاع في العالم وقت تعيينه- على إدارة العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي انطلقت فجر يوم 26 مارس/آذار 2015 ضد اليمن.
لكن وعلى العكس لما هو مخطط، وجد الجيش السعودي بعد سنوات من الحرب على الحدود، نفسه مجهدا دون أن تغير العملية العسكرية كثيرا من موازين القوى على الأرض، حيث استمرت حركة أنصار الله في فرض سيطرتها على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.
وعوضاً عن "إنقاذ" اليمن من "الانقلابيين" كما روج لذلك بن سلمان، عمّقت عاصفة الحزم من مأساة اليمنيين مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وأكثر من مليوني مشرد وأدت إلى تفشي الأمراض والمجاعة وأفقرت اليمن الفقير.
"طيش" ولي العهد السعودي يضر ببلاده، وهذا الطيش جعل من مطار "أبها" الاستراتيجي أول المتضررين وليس آخرهم، هذا في الرد اليمني فقط، ولكن ماذا سيحصل إن اجتمعت ردود الدول المعادية للمملكة السعودية وكانت الردود رشاً ودراكاً، ألم يحسب ابن سلمان ذلك الحساب؟ أم ينتظر منقذه ترامب؟
أضيف بتاريخ :2019/07/03