تقرير خاص: هل يعتبر ابن سلمان من الموقف الإماراتي؟
محمد الفرج...
أمسى القرار الإماراتي بسحب القوات الإماراتية من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن، الشغل الشاغل للمحللين العرب والأجانب، وكواليس القرار بات مادة دسمة لتحليلاتهم والتي تصب في جميعها بأن أبو ظبي تحاول أن تنقذ نفسها مما هو قادم وأخطر، وأن انسحاب الإمارات يمكن أن يفيد ولي العهد محمد بن سلمان ليعتبر وينجو .
فنشرت صحيفة "آي" البريطانية مقالاً للصحفي "بيل لاو"، يتحدث فيه عن سحب قوات الإماراتية العسكرية من الأراضي اليمنية، وهو ما يمكن لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الاستفادة منه بطرق عدة.
وجاء في المقال:
يعتبر انسحاب القوات الإماراتية خطوة البداية لوضع حدٍ للحرب المتوحشة والعنيفة في اليمن، بعد أن كان ولي العهد السعودي يرى في حربه هذه طريقة لثتبيت قدميه كقائد للأمة العربية.
وبعد أن تحولت إلى حرب استنزاف مع عدم تحقيق السعودية والإمارات أهدافها في اليمن، والحصيلة مدمرة بسقوط عدد يتجاوز 100 ألف قتيل وإصابة مئات الآلاف وتعرض الملايين لشبح المجاعة والأمراض، شهد أحد أفقر بلدان العالم تدمير بنيته التحتية بشكل شبه كامل في العديد من المناطق.
ويجهل محمد بن سلمان الذي يخوض حرب استنزاف ضد خصومه في اليمن معرفته بأسسها والسبل المثلى للاستفادة منها، الخروج منها منتصراً.
وفي المقابل، يبدو أن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد يتدبر شؤونه جيداً ولا يعاني بالقدر ذاته، لاسيما بعد مباشرته لانسحابٍ متخفٍ من اليمن.
ابن سلمان عالق
بينما يبقى ابن سلمان عالق في مستنقع مواجهته لحركة أنصار الله التي تعتبر خصمًا ماهرا لا يكل، وكان لهؤلاء اليمنيين القدرة على الاحتفاظ بسيطرتهم على العاصمة صنعاء والعديد من الأراضي المتفرقة شمال البلاد.
ويبدو فشل السعوديين في التصدي للهجمات الصاروخية واضحاً، وهو ما شجع اليمنيون على التقدم بواسطة الطائرات دون طيار وشن هجمات على عديد المرافق والمطارات السعودية، وتأكيدهم إنهم قادرون على استهداف أي مطار داخل الأراضي السعودية، مما يطرح العديد من التساؤلات حول نجاعة نظام الدفاع الصاروخي الذي تتباهى به الرياض.
وفي حين طالت السعودية حملة إدانة واسعة النطاق بسبب نهجها المعتمد في خوض الحرب، ظلت الإمارات بمنأى عنها ولم تكن عرضة لهجمات بتلك الحدة.
فانسحاب الإماراتيين يجب أن يدق نواقيس الخطر لدى السعوديين، والذين يستندون بدورهم إلى حجة أنهم يضغطون في كل مرة لإجراء محادثات مع "الحوثيين" الذين يتفقون معهم ثم ينسحبون في كل مرة، وبناء على ذلك، تقول الرياض إن "الحوثيين" أنفسهم يطيلون أمد هذه الحرب.
ولا ننسى الإشارة إلى معارضة الكونغرس ومجلس الشيوخ لدعم الإدارة الأمريكية للعدوان على اليمن، ناهيك عن قرار محمد بن زايد بسحب قواته بشكل استراتيجي من اليمن، وهو ما قد يمثل البداية التي يحتاج إليها محمد بن سلمان لوضع حد للمجازر التي يقترفها.
وبالنهاية، قرار الإمارات سحب معظم قواتها من اليمن يكشف عن الحقائق الصعبة للجيوسياسة في الشرق الأوسط ويعكس القرار خلافا في النهج بينها والسعودية تجاه اليمن. وتعكس أيضا مخاوف الإمارات على موقفها الدولي وسط تزايد في الإنتقادات بسبب سقوط الضحايا المدنيين المستمر، ومعرفتها أن الدعم الأمريكي المطلق لن يكون كافيا لحمايتها والسعودية وحماية سمعتهما.
أضيف بتاريخ :2019/07/09